تعلّمت الأجيال المتعاقبة في بلدنا من تجارب الأجيال الّتي سبقتها الكثير من الدروس ، وفي كلّ حقبة زمنيّة كان هناك عبرة وحقيقة تترسّخ في ذاكرة هذا الشّعب لتكون ذخيرة تتزوّد بها للمستقبل ، وتكون منارة لها في طريقها الذي تشقّه نحو الازدهار والتطوّر نحو الأفضل.
وفي تاريخنا المعاصر تعرّض بلدنا الحبيب سوريّة للكثير من الاعتداءات الّتي حاولت طمس هوّيتنا القوميّة ، وكبح جماح التوجّه نحو التحرّر والتقدّم والسّيادة ، تارة عبر الاحتلال ، وتارة عبر الانتداب ، وتارة عبر العدوان المباشر أو عبر أدوات الخيانة أو المرتزقة العميلة .
وفي كلّ مرّة يثبت شعبنا أنّه متشبّث بتحرّره من كلّ أشكال التبعيّة و حفاظه على أرضه وسيادته و حقوقه وتمسّكه بمبادئ الحياة الإنسانيّة الكريمة لكلّ أبناء الشعب والتي تتأمّن فيها سبل الحياة الآمنة وتتحقّق فيها العدالة والمساواة لكلّ أفراد المجتمع.
وما أشبه اليوم بالأمس ، حيث تتعزّز هذه الحقائق مرّة جديدة في هذه الحقبة من حياة سوريّة المعاصرة ورغم محاولات قوى العدوان الشّرس الّذي تعرّض له بلدنا الحبيب خلال عشر سنوات ماضية ،إلا أنّ هذا الشّعب الأبيّ لم يرضخ وبقي مرفوع الرأس عالياً ، وبدأ يقطف ثمار الصّمود والتّضحيات الّتي قدّمها لتمهّد الطّريق إلى النصر على المعتدي وأولّ ثمرة هي نجاح الاستحقاق الرئاسي وفي موعده الدّستوري وستتبعه الكثير من الإنجازات على كافّة الصّعد خلال المرحلة القادمة ، وشعبنا يستحقّ قطف ثمار النّصر الّذي صنعته دماء الشّهداء الطّاهرة الّتي روت ثرى هذا الوطن الغالي.
منذر سعده