الطفل لم يعد طفلاً ، شبّ عن الطوق مفاجئاً أهله رفضه توصياتهم والإشراف على دراسته أو السؤال عما يخص امتحاناته معلناً الرغبة باستقلاله وخروجه عن رعايتهم في الوقت الذي يكون فيه الأهل خائفين ملهوفين على أبنائهم من ضياع محتوم أو السقوط في مستنقع الفشل يتأرجحون على أرض متحركة لا ترحم..
لكن الابن يتنكر للغة الأهل المستجيرة دون إحساس بالمسؤولية، لم يعتبر أقوالهم قاعدة بل شذّ استجابة لروح العصر وإيقاعاته المختلفة فيبتعد بأفكاره خارج أسوار الأسرة .. لتمضي الأيام بالابن وتتحول به الأيام والسنون وهو مازال يبني عوالم خاصة معظمها لم يتحقق نتيجة ابتعاده عن عباءة الأهل ضارباً بتوصياتهم عرض الحائط لتتحول حياته إلى صحراء قاحلة قوامها الكسل وقلة الحيلة والندم على مافات ..
قلة هم الشباب الذين يحسون بالمسؤولية بوعي أو يقدرون تعب وشقاء الأهل والذين اكتشفوا أن العائلة مهمة تحمل عن الابن هموماً وآلاماً وهواجس تخص مستقبلهم ..
فلكل قاعدة استثناء البعض من الأبناء يتابعون دراستهم بإخلاص ومن ثم يسعون لإيجاد فرصة عمل تعينهم وتحمل كتفاً عن كواهل ذويهم الذين أرهقتهم تكاليف الحياة ومصاريف الدراسة والإقامة منفردين هؤلاء يؤمنون أن العمل تجربة غنية وضرورية في الوقت الذي كان فيه الأهل في الماضي أبناء يطأطئون رؤوسهم أمام الأهل خجلاً من تصرف خاطىء ، إذ كانوا يمتثلون للتربية والأخلاق الموروثة يفتشون دائماً وأبداً عن صورة ولدهم المشتهاة التي لا تنكسر على صخرة الحاضر وبدعها الجديدة.
عفاف حلاس