نقطة على السطر.. حضور آسر ….!

كل يوم تشرق الشمس و تتلألأ خيوطها فوق وجه الأرض فتؤنس وحشة الإنسان و تزيل الظلمة من حوله ليشق طريقه إلى العمل و الانجاز و يؤدي مهامه على أكمل وجه إلى أن تشرق شمس نهار جديد .

لكن هناك نهارات لم تشرق أبداً على أشخاص كثيرين,  يعني كأنهم يفتقدون حياتهم أو معنى حياتهم يعيشون ظلمة القبور مع أنهم لا يزالون يتنفسون يأكلون و يشربون

فالكسل يتمطى في أعماقهم يضّيعون زبدة الحياة و جوهرها و يفتقدون طعمها و مدلول حلاوتها , يعيشون برتابة  و تشابه أيامهم…و مع ذلك يشتكون و يتذمرون من هذه الحياة التي أتوا إليها , يشعرون أنها لم تنصفهم أو لا تفيهم حقهم.

فمن يستمع إلى هذا النمط من الناس يشعر بالاستياء و الاستفزاز إذ أقوالهم تسبق أفعالهم لكنهم يسيرون مهمشين أنفسهم إلى أن يرحلوا ترافقهم سحب النسيان.

فأفضل الذاهبين و أبقاهم هم الراحلون على نعوش مكللة بالأعمال الجليلة تومض كنوزهم البراقة الدافئة لتنشر إشعاعاتها سعادة تغمر من حولهم.

هؤلاء تخلد ذكراهم بأعمال خالدة , علماء اخترعوا للبشرية أشياء أفادتهم في الحياة على مر العصور، كتاب تركوا إرثاً من الأدب العالمي ما زال ينير درب الأجيال، أطباء و مهندسون و أساتذة قدموا عصارة دراستهم و خبرتهم فكانوا نبراسا مضيئا لغيرهم ،جنود أوفياء  قدموا دماءهم قربانا لأوطانهم ,رجال إطفاء ذهبوا ضحية حريق نشب بأيد مستهترة فكانوا عنوانا للإخلاص و مثلهم الكثير ممن أعطى و قدم و كافح… هؤلاء حتى لو رحلوا فإنهم يتركون أسفارا من العلم و المعرفة و بهجة العمل و التجربة و الخبرة.

فما أجمل أن نظل رغم هذا السفر النهائي حاضرين في الذاكرة و كأن الفقد لن يغيبنا بل نظل حاضرين في أعمالنا الصالحة.

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار