المصححون …جهود كبيرة وتعويضات متواضعة… عدم توفر وسائط النقل يرهق المكلفين بالتصحيح ماديا ومعنويا

في كل عام يأمل مصححو الأوراق الامتحانية” لطلاب الشهادتين التعليم الأساسي والثانوية ” أن تكون مراكز التصحيح مجهزة ومزودة  بكل ما يحتاجونه من وسائل الراحة ، خاصة وأنهم يقضون فيها ساعات طويلة تبدأ من السابعة صباحا وحتى الثالثة عصرا ، ويمكن أن يكون هناك دوام مسائي عند الحاجة للانتهاء من عملية تصحيح الأوراق .. هذا العام بدأت عمليات التصحيح فور انتهاء تقديم المادة الأولى حرصا على الوقت وضمان صدور النتائج بالسرعة المطلوبة  …

للإطلاع على واقع عملية تصحيح الأوراق زرنا بعض  المراكز والتقينا عددا من المصححين وسألنا عن الصعوبات التي تعترض عملهم و آلية سير عملية التصحيح … .

صعوبات متكررة  
تتكرر في كل عام الصعوبات التي تواجه المصححين الذين يقطنون في الريف  ” حسب رأيهم” وخاصة الذين يعيشون في القرى البعيدة  حيث أشاروا إلى مشقة الوصول صباحاً إلى مراكز التصحيح يوميا والعودة إلى بيوتهم عصرا ،  مما يجعل رحلتهم  باكرة جدا للوصول إلى المراكز  , و في أكثر الأحيان يصلون  متأخرين بسبب قلة عدد السرافيس العاملة على خطوط الريف بعد الساعة الثانية ظهرا  والازدحام الكبير في الكراجات نظرا لأن أغلبية الطلاب والموظفين تعاقدوا مع سيارات لتقلهم إلى أماكن عملهم أو مراكز امتحاناتهم ومثال ذلك مثلا المدرسون القادمون من قرى :الزهورية وأكراد الداسنية “شامة” ومنطقة الحولة وجب الجراح وتلكلخ وغيرهم .. حيث نوه البعض أن أذونات السفر التي تصرف لهم لا تغطي نفقات التنقل يوميا فمثلا المصححون الذين يقطنون في تلكلخ أو جب الجراح يدفعون أكثر من  2000  ليرة أجور يوميا بينما أذن السفر المعطى لا يتعدى 1000 ليرة فقط .

أيضا بعض المصححين القاطنين في الأحياء البعيدة عن مراكز التصحيح اشتكوا من ضعف الأجور وبعد المسافة مما يسبب الإرهاق والتعب لهم يوميا .

وأشار عدد من المصححين أن التعويضات التي يتقاضونها لقاء عمليتي المراقبة والتصحيح زهيدة  جدا مقارنة بالجهد الذي يبذلونه وخصوصا في عملية تصحيح الأوراق الامتحانية حيث يجب على المصحح أن يركز بشكل كامل في ورقة الإجابة  “رغم أن سلالم التصحيح واضحة وتراعي مستويات الطلاب ولا تعقيدات فيها” .. مع الإشارة  أن أعداد المصححين لا تتناسب مع عدد الأوراق  بسبب غياب مدرسين عن التصحيح   . 

.. وبين البعض أن التعويضات بالكاد تكفي أجور النقل رغم رفع قيمتها العام الماضي ” لأنها تصرف على أساس رواتب عام 2013″ ويتم ذلك  بعد فترة زمنية طويلة و تمنوا لو يتم صرف مستحقاتهم بعد انتهاء عمليات التصحيح وصدور النتائج بوقت قليل.

رئيس دائرة التعليم الثانوي عبد المنعم زكريا ” وهو عضو لجنة امتحانات قال : نعاني من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال عملية التصحيح ، والمشكلة أن الممرات التي يجلس فيها المصححون تصبح عاتمة مما يعيق سير عملية التصحيح بالشكل المطلوب خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة وضرورة توفر المراوح حتى يتمكن المصحح من متابعة عمله بشكل مريح.

وأضاف : نتمنى من شركة الكهرباء تخفيف ساعات التقنين أو تغيير موعدها بما يتناسب مع عمليات التصحيح .
تصحيح ومراقبة
بسام درغام “مشرف على مراكز التصحيح ” قال : : بدأت عملية التصحيح مع الانتهاء من تقديم الطلاب الامتحان الأول حيث تم تكليف عددا لا بأس به من المدرسين لتصحيح الأوراق الامتحانية ، وأشار إلى القيام بتجهيز المراكز قبل بداية التصحيح وتزويد المركزين بمواد التنظيف والمعقمات ومراعاة التباعد المكاني حرصا على سلامة المصححين .. ويتم التعقيم يوميا بعد المغادرة والتقيد بشروط الصحة والسلامة ..

ونوه درغام إلى قيام مديرية التربية بتأمين سيارات لنقل المصححين القاطنين في الأرياف يومي الجمعة والسبت ويتم العمل على تأمين وسائط النقل بشكل يومي للقاطنين في المدينة بعد انتهاء الامتحانات وعن سبب تغيب بعض المدرسين  عن عملية التصحيح قال : لأسباب طارئة , قد تكون صحية أو أسباب أخرى تمنعهم من الالتزام والحضور ، علما أننا نقوم برفع جداول بأسماء المتغيبين ليصار إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وتحويلهم إلى الرقابة الداخلية لاستجوابهم ومعرفة الأسباب .. منوها إلى أن سير عملية التصحيح تسير وفق الخطة الوزارية حتى الآن وفي حال تم الاضطرار سيتم توزيع العمل على ورديتين صباحية ومسائية لضمان الانتهاء من عملية التصحيح في الوقت المحدد .

بسام بركات الموجه  الاختصاصي لمادة الرياضيات قال : الأجور مناسبة وكافة مستلزمات العمل مؤمنة وهناك التزام بسلالم التصحيح والعمل يسير بوتيرة جيدة ، ونسبة الغياب قليلة علما أنه يتم اتخاذ العقوبات اللازمة بحق المدرس غير الملتزم والمتغيب عن عملية التصحيح بشكل غير قانوني .
عقوبات وحسم أجور
تحدثنا مع  مدير تربية حمص وليد المرعي عن سير عملية التصحيح وعرضنا  الصعوبات التي يواجهها المصححون  فقال : تستمر عمليات تصحيح الأوراق الامتحانية لطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي بكافة فروعها بوتيرة عالية حيث تم تحديد مركزي : خالد بن الوليد  و  سعيد العاص ، كما تمت دراسة أماكن مراكز التصحيح بدقة بحيث تكون في وسط المدينة ليتمكن كل المكلفين من الوصول إليها بسهولة وتم تجهيز هذه المراكز بشكل جيد .. وعن مشكلة النقل للمدرسين المكلفين بالتصحيح ويقطنون في الريف أشار إلى أنه لا يمكن حاليا تأمين سيارات لنقلهم إلى مراكز التصحيح والسبب هو أن كل سيارات مديرية التربية تعمل بشكل كامل لخدمة العملية الامتحانية وتوصيل الأسئلة وجمعها من المراكز ولكن قمنا بتأمين المواصلات للمصححين سواء من الريف “المجمعات التربوية” أو المدينة خلال يومي الجمعة والسبت لتوصيلهم إلى مراكز التصحيح ..

وعند سؤاله عن ضعف التعويضات الممنوحة للمدرسين لقاء المراقبة والتصحيح بين أنه تم العام الماضي وبناء على  مرسوم من السيد الرئيس زيادة نسبة التعويضات 300 % لعمليتي المراقبة والتصحيح وكل من يعمل أثناء الامتحانات ،و عن سبب التأخر في صرف تعويضات عميلتي المراقبة والتصحيح قال : الكتلة المالية تصدر بعد الدورة التكميلية وعادة كانت تصدر في نهاية العام أما في هذا العام فنعمل على صرفها بنهاية الدورة التكميلية مباشرة ولن يكون هناك أي تأخير.
ويبرر سبب إعفاء بعض المدرسين من المراقبة والتصحيح  لأسباب صحية بعد عرضهم على لجنة طبية تقرر حالتهم الصحية ..
وعن الإجراءات المتخذة من قبل مديرية التربية بحق المتغيبين عن التصحيح  قال: تفرض بحقهم عقوبة الإنذار وحسم أجور أيام الغياب إضافة لتحويلهم إلى الرقابة الداخلية للتحقيق معهم ومعرفة أسباب تغيبهم وفي حال التحاقهم بالمهمة الموكلة إليهم فورا لا يتم تحويلهم إلى الرقابة الداخلية.. و أشار إلى أن هناك  قوانين وأنظمة تحدد منح إذن سفر لمن تتجاوز المسافة التي يقطعها / ٥٠ كم / .

ونوه إلى  أن إقبال المدرسين الاختصاصيين جيد للمشاركة بعمليات التصحيح في هذا العام وأعدادهم كافية لإنجاز العمل ضمن الأوقات المحددة وفق سلالم التصحيح منوهاً بأن مستقبل الطلاب أمانة بين أياديهم وهذا ما يوجب الدقة والموضوعية من قبلهم أثناء عملهم بما يحقق العدالة لجميع الطلاب إضافة لوجود متابعة يومية من قبل جميع القائمين على العملية الامتحانية لعمليات التصحيح .

وأشار المرعي إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية من قبل المديرية في مراكز التصحيح  للتصدي لجائحة كورونا والحفاظ على السلامة العامة من خلال تعقيم المراكز بشكل مستمر وخاصة بعد الانتهاء من عمل المصححين بشكل يومي إضافة لتوزيع عبوات المعقمات على كافة المدرسين للاستخدام الشخصيعلما أنه تتم  زيارة المراكز بشكل متكرر ومعالجة المشاكل الموجودة كما حدث في بداية عملية التصحيح ومعالجة مشكلة الحمامات والنظافة التي جرى العمل على تذليلها مباشرة ..وأكد أن شركة الكهرباء وبعد التواصل معها وعدت  بتخفيف ساعات التقنين حسب الإمكانية.

بشرى عنقة – هيا العلي

77.jpg

 

777.jpg

المزيد...
آخر الأخبار
جراء العدوان الإسرائيلي على المعابر الحدودية… أضرار كبيرة تلحق بمعبر الدبوسية الحدودي وجسر قمار بريف... الصرف الصحي في الفحيلة وتل زبيدة ينذر بتلوث بيئي... عبد النور :نطالب بتوسيع المخطط التنظيمي ... كلية العلوم الصحية بجامعة البعث تكرم 260 طالباً وطالبة من خريجيها الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... البدء بأعمال إعادة تأهيل الطريق الدولي بين معبر جديدة يابوس والحدود اللبنانية قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة عدد العروبة 15638 'pdf"ليوم الأربعاء 27-11-2024 مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق بعلامة ٩٣ وبتقدير امتياز...منح الطالب يوسف غازي كاجان درجة الدكتوراه في الرياضيات