يستغرب أحد المدرسين المصححين المدققين لأسئلة مادة الاجتماعيات لتلاميذ شهادة التعليم الأساسي حيث قال: إنني متفاجئ من مستوى الإجابات المتدنية للتلاميذ ويتساءل لماذا؟!
ونحن كذوي طلاب نستغرب استغرابك أستاذي الكريم ….وهنا لسنا بصدد الحديث عن تراجع مستوى الدراسة لدى الطلاب وأسبابه..
ولكن يمكننا المرور على بعض التجارب الواقعية الموجعة التي تصب في سياق هذا التساؤل ..
في مدرسة ما من مدارسنا تغيب مدرس مادة اجتماعيات عن الدروس لأسباب ” صحية” على حد “قول قائل” وطال الغياب لأكثر من شهرين… وشهران في حياة طالب شهادة هي وقته الثمين الذي سيبني عليه سلم الوصول إلى النجاح فاستعيض عنه بمدرّسة”لغير اختصاص الاجتماعيات ” فهل منهاج يعتمد في أساسه على الاستنتاج والتدقيق والتحليل تستطيع معلمة غير مختصة أن تدرسه بدقة وجلّ اعتمادها على الملخصات “غير المدققة ربما من قبل لجان التربية ” والتي يشوبها الكثير من الأخطاء على حسب بعض المختصين بالمادة !!
وتجربة أخرى لطالب كان يقرأ ويدرس أسئلة ” دورات سابقة” أشكل عليه سؤالان لما يمتلكانه من قرب في المعنى واختلاف في المضمون وهنا عن مادة التاريخ نتحدث ، فلجأ لمدرّسة قريبة له فأجابته عن السؤال لكن لم تكن متأكدة من إجابتها فلجأ لمدرس آخر وكان الجواب مختلفاً ..!!فماذا يعني ذلك؟!
هناك الكثير من التجارب يدلون بها أولياء و تلاميذ عن طريقة التعامل مع المناهج تحديداً في مادة الاجتماعيات وربما غيرها …
وهنا لا نتحدث عن سوء في المناهج التي تعد جيدة وممتعة من حيث الشكل والمضمون ولكنها تحتاج إلى طرق خاصة وربما تغيير جذري في أسلوب التعامل معها لإيصال المعلومات بتسلسل مبني على أسس علمية منطقية تناسب مستوى المناهج ليحصل الطالب على معلومات ومهارات لتحليل المعلومة والاستفادة منها وبهذا يصبح الاستنتاج مهارة لا عقدة عند الطلاب.. وأن يرسخ أسلوب تفكير ينمي العقل والفكر ..
ومن هنا فالمجال الذي يجب العناية به والتركيز عليه هو طريقة تعامل المدرس مع المادة من خلال تجديد وتطوير مهارات وأساليب الشرح فالتمكن من المنهاج وطريقة إعطاء الدرس هي الأقدر على إيصال المعلومات وتعليم الطالب طريقة التعامل معها..
لهذا فالجميع يأمل أن يكون الدعم كبيرا لمدرسينا في جميع النواحي لما لرسالتهم من قيمة ثمينة وخصوصاً في هذه المرحلة .. فهم من يقع على عاتقهم بناء فكر أجيال يعول الوطن عليهم في القادم من الأيام لتبقى سورية عامرة بكوادرها التربوية والتعليمية والأمل بالعمل ..
نادين أحمد