بعد أن تكاثرت علينا الهموم نتساءل: لم بات بعض الناس اليوم انتهازيين مرتدين أقنعة يتخفون وراءها هربا ً من أعمالهم التي لا يستطيعون على المجاهرة بها أمام المجتمع.
أفراد لا يقبلون أي نقد لمساراتهم أو تصحيحها بل كل واحد يجد نفسه كاملا ً لا يرقى إليه أي شك أو نقد ولا يحاول محاورة نقائصه أو على الأقل فهم صورته لدى الآخرين ليجري تعديلات عليها .
ليلبس قناعا ً يتجدد باستمرار بأشكال وأنواع كثيرة مزخرفة هدفها التحايل والتمويه يتلون مرتديها حسب الوقت والظروف والمكان لمزيد من الخبث والنفاق…
ربما يكون القناع لصاحب قلم يدعي النزاهة وشرف الكلمة ومسؤوليتها لكنه يمتهن في الباطن الابتزاز من جهات معينة ويصبح بوقا ً لها تحركه كيفما شاءت .
القناع قد يكون وجها ً يلبس صاحبه ثوبا ً رسميا ً يطلق من خلاله الوعود الخلبية وتنظيرات وهمية غير مسؤولة .
قد يكون القناع زيا ً لأسياد المال والتجار وأصحاب المهن الذين ليس لديهم من النظافة غير تبييض الأموال ، قلبوا الموازين وهربوا، هم رشيقو الحركة ، مرنو القفزات بحيث يطيرون إلى كل ضفة يلمحون عليها أوراق ليرات براقة … القناع هو كل شيء إلا الصدق والإخلاص والنبل والنيات الحسنة .
وللقناع وجه آخر قد يلبسه الحالمون بحياة جديدة هادئة يهربون به إلى مجتمع أفلاطوني نظيف بعيدا ً عن تعقيدات الحياة ولغة الكذب والخداع التي أظهرت الهيكل وأخفت الجوهر وأعطت المسميات غير أسمائها …
عفاف حلاس