لكل معركة بيان ، والامتحان معركة يخوضها الطالب خلال عدة أيام ليقدم زبدة سنوات قضاها بشقائها وسهر لياليها الباردة وتعاسة وضع معيشي قاس تواصلت فيها الحرب الشعواء بما تحمله من منغصات وضغوط نفسية ومادية وما يمكن إدخاله ضمن مقولة صدق أولا تصدق..
والتفاؤل بالضوء في آخر النفق المظلم هو ما جعل كل واحد منا غنياً برؤيته المستقبلية وبأمل انقشاع الغمامة السوداء شيئاً فشيئاً عن سماء وطن تحرسه عيون الشرفاء الطيبين من أبناء هذا البلد المقاوم.
بدأ تصحيح الأوراق الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوية منذ أيام وهذا العمل ليس بالسهل إنجازه , يحتاج إلى تركيز ودقة بالغين ، لأن لكل علامة ثمناً باهظاً في مستقبل طالب سهر وكدّ وتعب آملاً بتحقيق حلمه المستقبلي في دراسة تليق بجهده.
الطالب لا يهمه إذا كانت البيئة التي يتم فيها تصحيح المواد الامتحانية غير مناسبة ولا يتوفر فيها برادات أو مكيفات و حمامات و معقمات ، أو إذا كانت وسائل النقل إليها قليلة وساعات العمل فيها طويلة وتعويضها لا يسمن من جوع فكل هذا شأن القائمين على العملية التربوية برمتها من ألفها إلى يائها ، بالطبع سينعكس هذا سلباً على أداء المصححين والقائمين على جمع العلامات وما إلى ذلك لكن أداء المهمة يقتضي الأمانة والحرص على إنجازها دون أخطاء فلا يعقل كم الأخطاء التي وقعت أثناء تصحيح وجمع العلامات في السنوات السابقة والتي كانت مدعاة للسخرية والتهكم، عشرات العلامات الضائعة تم استردادها بعد الاعتراض عليها وبشكل عام يوجد صعوبة بقبول النتائج عند الطلاب فما بالك إذا كانت هذه النتائج غير صحيحة ودقيقة .. في التأني السلامة .. فلماذا العجلة وكل هذا السباق المحموم بين المحافظات للانتهاء من عملية التصحيح بأسرع وقت ؟!
فليحاول كل مصحح أن يرى وجه الطالب على الورقة الامتحانية بكل ما يحمله من ضيق وقلق وتوتر علّ وعسى يولد هذا المشهد إحساساً وصدقاً مع الذات في عدم تحميله صدمة تفوق ما هو فيه ..
وسنبقى نتعوذ من شيطان الوسوسة الرجيم الذي يجعل أنفسنا أمارة بالشك في كل علامة لا تروق لنا ربما هي ما يستحقه الطالب أو أكثر …
وأمل بعمل مخلص يستحق الثناء والشكر على الدوام .
حلم شدود