تحية الصباح.. بنائية الأمثال خبرات..

حفاوة الحضور على تعاقب الأزمان , كامنة في وعي التعبير جماليات من رؤى, وغنى تصورات , وثراء تجارب . هي نتاج ثنائية العقل خبرات ومعارف , ووجدان حمية وعاطفة يتقدان بمشاعرهما حساسية إدراك, يعززه وعي , وتوقده أحاسيس , فتمر دروب الحياة بالمرء ارتحال سيرورة تحمل أنماطاً سلوكية , تتراءى أصورة , يتقاسمها الفرد تجارب ذاتية , والآخر في زمالة المصير تجارب موضوعية . وفي كليهما يتبدى السلوك تدرج حراك يعكس في مرايا الوعي انشغالات . هي ما بين انطباعية تأثرية, و موضوعية معرفية , وما بين هذا وذاك تكون الثقافة ضمن معطى التحصيل ما بين معارف إجرائية وأخرى ثقافية نوعية , لها مرتكزاتها في متون المصادر والمراجع , وخبرات الناس والحياة , والتقانة والمدارس الخلفية في مثاقفة الواقع من إذاعة وصحف وفن سابع ومسرح وشابكة وغير ذلك , لتكون شمولية السلوك صدى لتلجليات فروق فردية تتماهى في ذات صاحبها مشكلة في مساره والحياة حفاوة حضور هي في أكنان القلوب ضمائر , وفي مطارح الحضور دلالة بنان ترفده إشراقات النبالة وعي إنسان لإنسان . ذلك أن حصافة التفكير نتاج مؤونة ما سبق من أفكار وخبرات و تجارب وحيوية ظروف وصروف تأصلت في مرامي الحياة وحيثيات تتالي الحضور الإنساني أجيالاً , وما بين هذا وذاك بسطت لنا الحياة أكفها , وتشربت رُجع َ هاتيك الخبرات والمعارف في أنماط السلوك وزاد المعرفة ما بين فطرية ومكتسبة لتلامس تخوم ما يستنبطه العقل من حكم وأمثال , لتصبح تلك الحكم والأمثال نتاج ذينك كل من العقل والوجدان ومعطيات الحياة في تفاصيلها من جانب آخر ,فترتسم عمرانية التجارب دفق بنائية حكم وأمثال . هي صوى في حقول الفكر , ومتسع السلوك, عبر قراءة نباهة في ألق نبوغ , وقد نهضت مداميك الإبداع سعادة فِطَنٍ تقرأ الحاضر , وتستشرف المستقبل , وتستفيض إلى حيث المدى . إذ تتجاوز تلك الأمثال والحكم شرط إنتاجها إبداعا في حيثية الزمن لتصبح بيارق من نور في فساحة الأزمان , وسَعة الآفاق , ما امتد الزمان , تتالي أجيال ومعين تلك الحكم والأمثال هندسة تفكير تؤسس طمأنينة ألمعية في مقاربة تجربة في آن , و مخزون خبرات في خزائن تلك الحقول التي هزجت فِكرها واحات في خمائل الوعي الإنساني الذي تجاوز استهلاك الحياة لينتج حكما وأمثالا , هي أصص ورود على شرفات المعنى المتكوثر حكمة في مطالع أصباح الأيام وقناعات البشر. ورائع هذا الجمال في مثل يقول :/أريك السُّها وتريني القمر / إنها بلاغة الحجة في سداد قول على فعل في توضيح تباين ما بين إجرائية في معرفة وغنىً في سبر أغوار . وجميل أن ينبسط الصمت بوحاً مهذباً في كثيف من تعبير إذا ما استشاط التعبير سردية مفردات لا طائل منها (فالإنسان يحتاج إلى سنتين ليتعلم الكلام وإلى ستين عاماً ليتعلم الصمت)وجميل أن يخفف المرء الوطء في متاعب اجتهاده أو متاعب متاعبه لأنه بذلك حاله كمن ( ينفخ في حديد بارد) أو أن يجهد نفسه في مقاربة أمر وقد أفقره حال خبرة فيه فيكون (كمهد التمرة إلى هجر) أو أن يستعجل على ذاته في أمر فالعجلة (أم الندامة) أو أن يستكين إلى طيبة عفوية وحاله في قراءة نمط سلوكي قد يجعله ينتبه فيتملى إذا ما قرأ خلف السلوك فقاس سلوكا على طيبة . وبديعٌ حسن الاختيار بمعيار الفطنة وليس بعفوية الشعور فحسب وقديماً قال المثل : (يريك الهوينى,والأمور تطير ) هي الأمثال سلافات معتقة في خوابي التجارب , وجرار السنين تحمل وعيها المسكون في أناة التأمل وحُميّا الإحساس بنبرات ما تؤول إليه معطيات أمور . ولكن هي مؤشرات أداء في شروحات كل تليد في إنتاج , وطريف في محاكاة, وسكنى فضاءات من تأويلات يمر بها المرء في دنيا الحياة . وهي الأمثال نضارة التفاؤل في همسات الوجد في مقاربات الآمال , ومورقات الأمنيات على باسقات تطلعات ترنو إلى حيث الخير والحب والمحبة والجمال, والانشراح تخطه حبيبات الندى على أكمام الورد زهواً سعادة , ورجاء كل أمل يشرق بهاء في مهاد كل خير وجميل في مدارات التفاؤل وسعادة الأمثال دفعاً لمعنى الرجاء الرجاء ما نقرأ في كتب الأمثال ومعمارية بنائيتها ضمن ثقافة التعبير في خبرات المقاربة ما بين الإنسان والحياة : (مسُّ الثرى خير من السراب) فالحياة إرادة حضور ,وفعل إنسان , ومهارة سلوك . وما الأمثال إلا خبرات في مآقي العيون وحكايات في دفاتر الأزمان .

نزار بدّور    

المزيد...
آخر الأخبار