نحتاج لتمعن ايجابي بأوضاعنا المعيشية وبمتلازمة الغلاء التي نعيشها والتي فاقت الواقع مأساوية والزبى طفحا ً والعلقم مرارة، وكل ما يتعدى التفسير لملحمة يتصارع فيها العبد الفقير مع قوى ترميه أرضا ً وترديه بالضربة القاضية ابتداءاً من راتب مقروض إلى واقع معيشي سيء استشرى فيه الغلاء الفاحش واستغلال حاجات الناس وقت الأزمات من دواء وغاز وكهرباء ومواد تموينية وإلخ من قصص تفوق حكايات ألف ليلة وليلة مع افتقاد متعة الخيال وانقطاع حيل التواصل العقلي والجسدي وكذلك افتقاد الحس الإنساني هذا الحس الذي نحن بأشد الحاجة إلى تأصيله وتجذره وإثرائه داخل كل واحد فينا كي نخرج من ظلام وظلمة محنتنا مع حرب فاقت العقد من الزمن وعقوبات وحصار وعداء وتحريض، وفوق الموت عصة قبر أشد مضاضة من قبل فاسدين منتفعين ضعاف نفوس باعوا شرفهم وأخلاقهم وإنسانيتهم في سوق النخاسة، وكان لهم أثر سلبي على حياتنا المعيشية بكل تفاصيلها ابتداء من رغيف الخبز إلى استغلال وغلاء الدواء والتي زادت في الطنبور نغما ً، فمرضى الضغط والسكري والربو ومعظم الأمراض التي تحتاج إلى علاج دائم، ماذا بحالهم فاعلون في ظل الارتفاع المستمر للدواء …..
يوجد حالة ضعف استبصار بالوضع المعيشي القاسي الذي يتدهور شيئا ً فشيئا ً، فلا مؤسسات رقابية تشاطر المواطن شجونه بقرارات رادعة تحد من الضغط الذي يرخي بثقله على مفاصل الحياة المعيشية، ولا قرارات تضع الملح على الجرح بل عجز واضح في إيجاد حلول منطقية مبنية على دراسة للواقع المتأزم وطرق سد احتياجات المواطن بالسبل المتاحة وبما يسد الريق ويكفي المواطن عوز السؤال لأن مايحصل يفوق المتصور والخيال في أوقات الأزمة هذه، ففي ظل غلاء فاحش وراتب متدهور تجد نفسك أمام خيراتنا الصيفية صفر اليدين، مع أننا لم نلبث أن نلقي تحية الإثمار والإزهار لتلك المواسم الصيفية حتى بدأت قوافل التصدير والتهريب والاحتكار تحصد الأخضر واليابس وعلى عينك يا مواطن دون أن يتكرم المعنيون بدراسة لسد احتياجات هذا المواطن المعتر الأحق والأجدر بخيرات بلاده ..
سورية النبع والضرع للجميع ،وأبناؤها أحق بخيراتها.. والمسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية تحتم على القائمين أن يكونوا على قدر المسؤولية في حمل أمانة هذا الشعب الصامد الذي يأبى الركوع إلا لله وحده ..
صحيح أن للضرورات أحكاما ً ونحتاج إلى سد العجز الذي نحن فيه لكن ماهكذا تورد الإبل ..
وفي زحمة المواجع سنبقى محكومين بالأمل ومتسلحين بشعار الأمل بعمل نظيف فيه صالح الوطن والمواطن ..
حلم شدود