تعد مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته و التي تتسم بالتجديد المستمر للوصول إلى النضوج الإنساني، وتعتبر هذه المرحلة أكثر حساسية نظراً للتغير في البنية الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية والفيزيولوجية للفرد ، وفي هذه المرحلة يقترب الفرد من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي..
المرشدة النفسية ريم محفوض قالت : هناك بعض الأمور تؤثر على المراهقين ومن أهمها:
البيئة المحيطة والمجتمع كونهما يحويان مختلف الشرائح والعقليات ، ومنها السيئ ومنها الجيد ، ثم الأهل الذين يجب أن يشعروا أولادهم بالأمان وأن يتفهموا هذه المرحلة مما يجعل المراهق مسؤولاً عن تصرفاته وأن يلجأ لهم ويقوم بمصارحتهم ليرشدوه إلى الطريق الصحيح بعدها يأتي الدور الكبير للأصدقاء ويجب على الأهل تقديم النصائح لأبنائهم لاختيار الصديق المناسب والابتعاد عن رفاق السوء.
وأكدت أن لشخصية الفرد في المراهقة أثر على بقية مراحل عمره ، مشيرة إلى أن الدراسات أثبتت أن المراهقين النشطين اجتماعياً وبدنياً قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالخرف في سن الشيخوخة، مقارنة بالخجولين، ويعتقد أن المراهقين النشطين غالباً ما يستمرون في ممارسة النشاط البدني في مراحل حياتهم اللاحقة، وهم قادرون على التعامل بشكل أفضل مع التوتر، الذي يضعف الذاكرة, منوهة بأن السمات الشخصية في سن المراهقة تعكس خطر تعرض المرء للخرف لدى البالغين.
وأضافت : إن تغير سن المراهقة تغير حاليا نتيجة التطور التكنولوجي الذي أثر على نمو الأطفال نفسياً وذهنياً، وأصبح يبدأ قبل 10 سنوات ، فالطفل الصغير أصبح يدرك كل كبيرة وصغيرة وهذا ما يسمى “بمرحلة المراهقة المبكرة” والتي ليس لها علاقة بالبلوغ الجسدي، وإنما بالبلوغ النفسي والعقلي وذلك بفضل الكم الهائل من المعلومات المتاحة أمامه للاكتشاف.
وأوضحت أن مرحلة المراهقة عند الفتيات أكثر حساسية، ويتضح ذلك في الطبيعة التي تتمتع بها الأنثى والتي تختلف عن الجنس الآخر كالخجل والارتباك والانطواء على الذات، إضافة لبعض السلوكيات المضطربة التي قد تؤثر على حياتها العملية وحتى الدراسية، والتي ينبغي التعامل معها بطرق صحيحة..
وأشارت أنه على الأهل الانتباه إلى أهمية التقرب من الأبناء في هذه المرحلة ومد يد العون والمساعدة لمواجهة المشاكل التي يتعرضون لها والتي تؤثر عليهم مستقبلاً.
وهناك بعض النصائح التي لابد من مراعاتها عند التعامل مع المراهقين في هذه المرحلة كعدم استخدام العنف والعناد معهم ، إضافة إلى محاورتهم والتكلم معهم لأن الحوار يفتح المجال أمامهم ليفرغوا ما في داخلهم من كلام.
وأضافت : من الضروري التعامل مع المراهقين بهدوء وتفهمهم وعدم اللجوء إلى الصراخ و استخدام أساليب التوبيخ، لأن ذلك قد يفاقم المشكلة ويجعل المراهقين يتجهون إلى قرارات خاطئة لتحدي الأهل وإثبات كيانهم. ومن المهم عدم الاستهزاء والتعليق على أخطائهم بل يجب توجيههم إلى الاتجاه الصحيح وإرشادهم وهذا قد يؤثر إيجاباً عليهم.
مع القيام بتوضيح خصوصية هذه المرحلة وما يحدث فيها من تقلبات وتغيرات جسمية ونفسية تعود إلى بدء نضوجهم، و الرد على كافة تساؤلاتهم كي لا يذهبوا للبحث عن الإجابات في مكان آخر وقد يقودهم ذلك إلى طرق غير صحيحة … ومن المهم إعطاؤهم الفرصة لإثبات نفسهم وقدراتهم والأخذ بآرائهم لأن ذلك سيجعلهم واثقين بأنفسهم.
وختاما : يجب أن يدرك الأهل أنهم جميعاً مروا بهذه المرحلة وما بها من صعوبات ولا يمكن التحكم بها، ويجب عليهم توظيف وتوجيه طاقات المراهقين لصالحهم شخصياً، ويجب منحهم الدعم العاطفي والحرية ضمن ضوابط المجتمع، ومساعدتهم حتى ينتهوا من هذه المرحلة ويصلوا بر الأمان ..
بشرى عنقة