“الصرافات ” في حمص .. ازدحام ..انتظار ..أعطال … قدمها وحاجتها للصيانة وصعوبة تأمين قطع التبديل أحد أسباب المشكلة… الحلول البديلة قيد الدراسة..
ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن الصرافات فالمعاناة مع هذه التكنولوجيا المتقدمة ولدت منذ أن تم اتخاذ القرار بالعمل على تلك الأجهزة الذكية والتي من المفترض أن تساهم في خدمة الناس وتوفير الوقت والجهد عليهم إلا أن ما حدث ويحدث هو عكس ذلك تماما فبدل توفير الوقت باتت زيارة الصراف أكبر مضيعة له من حيث عدد مرات الزيارة أو ساعات الوقوف في الطابور الطويل جراء الازدحام وردود المعنيين جاهزة دوما والشماعة موجودة ” الحرب والحصار ” وهنا لابد من سؤال مهم” ما هي الحجة قبل وجود هذين السببين ؟! ..
إن العمل بالتكنولوجيا المتقدمة يحتاج لعدة مقومات لابد من توافرها لضمان سير العمل على أفضل وجه ممكن ومقومات عمل الصراف بسيطة وضرورية وأهمها توافر شبكة انترنت عالية السرعة وتيار كهربائي مستمر وتغذية متواصلة بالأوراق النقدية وتأمين قطع غيار للصراف عند الحاجة لصيانته .. لكن ماذا يحدث على أرض الواقع غير مفهوم ؟؟!!.
“العروبة ” التقت بعدد من المواطنين المنتظرين حل لقبض رواتبهم واستمعت لمعاناتهم ولا بد من الإشارة إلى أن غالبيتهم من المتقاعدين “كبار السن “..
أحمد الضاهر قال : بعد إحالتي إلى التقاعد تم تحويل راتبي إلى المؤسسة العامة للبريد ونتيجة الازدحام الشديد على كوة قبض الرواتب وبعض المنغصات قمت بفتح حساب في المصرف التجاري لأقبض راتبي عبر الصراف أملاً بأن هذه الطريقة الأوفر وقتا وجهدا ولكن واقع الحال يؤكد عكس ذلك فأنا أقصد الصراف عدة مرات يوميا، وتكاد تعد على أصابع اليد الواحدة المرات التي قبضت راتبي فيها خلال أسبوع واحد والأسباب متعددة من انقطاع الكهرباء وصولا للازدحام الشديد على الصراف .
أحمد عبدو قال: أعتقد أنني ارتكبت خطأ عندما قمت بتحويل راتبي من شيكات أستلمها من مؤسسة التأمين والمعاشات إلى بطاقة خصوصا وأن المعاناة في الطريقة الأولى كانت أخف أما عبر البطاقة فالمشاكل كثيرة جدا فغالبا ما تجد العشرات على الصرافات ينتظرون وصل التيار الكهربائي أو الاتصال بشبكة الانترنت أو حضور الموظف لتعبئة الصراف بالنقود وفي حال توافر كل تلك العوامل لابد من وجود معوقات أخرى كعدم التزام البعض بالدور أو وجود أكثر من بطاقة مع شخص واحد على سبيل المثال .
خليل الحسن جريح حرب قال : يبدو بات علينا زيارة الصرافات أكثر من مرة يوميا لقبض رواتبنا الشهرية وفي حال توافر الكهرباء والشبكة علينا الانتظار لوقت طويل نتيجة الازدحام الشديد ورغم تخصيص مكان لذوي الشهداء والجرحى ولكن عددهم الكبير لا يغير في الأمر شيئا ويبقى الازدحام سيد الموقف .
محمود حمدان قال : حين تم تحويل راتبي التقاعدي إلى الصراف أخبروني بأن هذا الأمر لمصلحتي وهي الطريقة الأسرع لقبض الراتب وتوفير الوقت والجهد خصوصا وأنني أسكن بإحدى قرى ريف حمص ولكن الحقيقة غير الواقع تماما فأنا مضطر لتكبد مشقة السفر أكثر من مرة ودفع أجور نقل باتت كبيرة ونادرا ما يحالفني الحظ في قبض راتبي في أول ثلاث محاولات.
الرجل حامل البطاقات
وأكد كل من التقيناهم أن كل تلك المشاكل يمكن حلها في حال توافرت الإرادة الحقيقية وتضافرت الجهود وعلى الرغم من حالة الامتعاض التي تسببها إلا أنها تعتبر ثانوية أمام حالة غريبة عجيبة لم يجد أحد لها تفسير أو حل وتتجلى بوجود رجل يحمل عددا كبيرا من البطاقات ويبدأ بقبض مستحقاتها دون الالتفات للوقت الذي يهدر للناس التي تقف خلفه وغالبا ما يكون مهيأ للرد بفظاظة واستفزاز على كل من يعترض عمله وكثيرة هي المرات التي حصل فيها تدافع وتلاسن وأحيانا تشابك بالأيدي بين هؤلاء الأشخاص وبعض من أعياهم الانتظار الطويل
حلول سريعة وفعلية
وطالب أصحاب الرواتب عبر بطاقات الصراف بإيجاد آلية لوضع حلول سريعة وفعلية معتبرين أنها ليست معجزة وتتلخص حسب رأيهم في تأمين تغذية مستمرة بالتيار الكهربائي وشبكة الانترنت وتواجد عامل من المصرف بشكل دائم لتزويد الصراف بالنقود فور نفاذه إضافة لزيادة عدد الصرافات وتوزيعها جغرافيا بحيث تخدم عدد كبير من الموظفين والمتقاعدين .
ولمعرفة أسباب تعطل الصرافات بشكل مستمر ” التابعة” للمصرف التجاري ، والازدحام الشديد خلال فترة قبض الرواتب ، والإجراءات المتخذة من فروع المصرف التجاري للتخفيف من هذا الازدحام وتوفير الوقت على المواطن الذي يضطر للانتظار ساعات طويلة لقبض الراتب أو الاضطرار للعودة أكثر من مرة للصراف للكشف عن جاهزيته نتيجة التعطل بشكل شبه دائم قمنا بالتواصل مع بعض مدراء فروع المصرف التجاري .. والتي كانت إجاباتهم متشابهة إلى حد ما ..
عفاف الحسن مديرة فرع رقم 1 قالت : من أسباب تعطل الصرافات هو القدم وتعذر تأمين شركات الصيانة وصعوبة تأمين قطع الصيانة اللازمة نتيجة الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلدنا ..
وعن الحلول البديلة قالت : يسعى المصرف لتأمين نقاط بيع توضع بالفروع لصرف الرواتب بطريقة مباشرة للمواطنين لتوفير الوقت والجهد , ومنعا لحدوث الازدحام حرصا على السلامة العامة .علما أنه يتبع للفرع 1 ثلاث صرافات .
مجد حبوش مدير فرع رقم 3 أكد عدم وجود مورد لقطع التبديل و معظم الصرافات معطلة وتوقف الشركة الموردة عن التوريد وهذا ساهم في حدوث الازدحام وتأخر قبض الرواتب ، علما أنه يتبع للفرع 11 صرافا 5 منها معطلة .. ونوه إلى مشكلة عدم توفر عروض الأسعار المناسبة والمنافسة ..
هدى عوض مديرة فرع رقم 4 نفت أن يكون هناك ازدحام أمام الصرافات بشكل كبير فيما عدا الفترة التي تم فيها صرف المنحة مع الرواتب قبل عيد الفطر ، وأكدت على أهمية وعي وثقافة المواطن فيما يخص التسارع لقبض الراتب ، وبرأيها أنه ليس من المفروض أن يقبض كل المواطنين في يوم واحد ، إنما توزيع الأيام بشكل يخفف الضغط على الصراف والمواطن
وأشارت إلى وجود 6 صرافات تابعة للمصرف ، ولا مشاكل تذكر خلال العمل حتى الآن ..
بقي أن نقول :
يبقى المواطن رهينة الإجراءات والروتين والحصار والغلاء باستمرار ورغم ذلك مازال لديه الأمل بالمستقبل وبتحسن الأوضاع وذلك بإحساس الجميع بالمسؤولية تجاه هذا البلد وشعبه الذي ضحى بأغلى ما يملك لتستمر الحياة لأبنائه ..
يوسف بدور – بشرى عنقة