القرارات المشتركة ميزة الأسرة السليمة … المرأة شريكة لبناء البيت الأسري…

جميلة هي الحياة عندما يغلفها إطار من التعاون والمساندة التي تعطي للحياة جماليتها ورونقها وصفتها المميزة ، ومن الصعب جدا على الإنسان العيش في هذه الحياة منفردا ومتفردا لا يطلب المساعدة ولا يريدها من أحد ،ولا يطلب النقاش ولا يريد الحوار ولا مشاركة الآراء ، وهذه الأمور كثيرا ما نتوقف عندها عندما يتعلق الأمر بحياة الحياة العائلية والأسرية .. لأن الحياة الزوجية هي أصلا علاقة شراكة وتفاهم وتعاون …

قديما كانت فكرة التسلط سائدة في العلاقة الزوجية، ولكن الاستبداد بالآراء كان يقتصر في الغالب على الزوج فهو الآمر الناهي الذي يبت في كل الأمور وخاصة الهامة وقد يترك بعضا من المشاكل الأسرية الصغيرة للزوجة ، ولكن حتى هذا يجب أن يكون بعلمه وتحت إشرافه.

نحن لا ننكر وجود بعض الحالات التي تكون فيها المرأة هي العصب المحرك في القرارات ولكن ليس بشكل مباشر أو علني فهي قد تؤثر على زوجها وتنفذ ما تريده وفي الظاهر يكون هو صاحب القرار ..

في أيامنا هذه تغير الوضع بحكم تغير طبيعة الحياة التي فرضت نفسها ، فالمرأة شريكة الرجل تسعى معه يدا بيد لبناء البيت الأسري وتكوين عائلة وهي في كثير من الأحيان تتشارك معه ماديا كون المرأة خرجت إلى ميدان العمل وأصبح لها استقلالها المادي ، فكيف لا تشاركه في الآراء واتخاذ القرار ؟

الجواب المنطقي يقول : يجب أن تشاركه ولكن…. ما هي الحقيقة  على أرض الواقع ؟

أحمد -مدرس قال : إن المقولة التي تتهم الرجل باستئثاره بالرأي واتخاذ القرارات هي مقولة خاطئة لأن الرجل -حتى من أيام أجدادنا- كان يستأنس برأي زوجته أو أمه في الكثير من المواقف الحياتية الخاصة بالأسرة أو خارجها ..وفي أيامنا هذه أصبح للزوجة رأي تفرضه شاء الرجل أم أبى وذلك بحكم أنها أصبحت متعلمة ومثقفة وأكثر حرية في طرح الأفكار .

عدنان -موظف قال : لا مانع أن تشارك المرأة في اتخاذ القرار ولكن معظم الرجال حتى وإن أظهروا ديمقراطيتهم وأنهم يستشيرون عائلاتهم في كافة الأمور إلا أنهم في النهاية يرجعون إلى رأيهم.

جهيدة – ربة منزل قالت : هناك بعض الأزواج يشاركون زوجاتهم في اتخاذ القرار وقد يأخذون بآرائهن ولكن في حال فشل القرار في تحقيق النتائج المرجوة منه تقع الملامة على الزوجة وتحمل مسؤولية الفشل ولذلك نرى الكثير من الزوجات تحاولن التخلص من هذا المأزق ولا تعطين رأيا بل تقول الزوجة لزوجها :” أنت صاحب القرار “وطبعا هذا نشاهده كثيرا في الأسر.

مروة -طالبة جامعية أكدت لنا أنها تشاهد والديها بشكل دائم في حالة نقاش وحوار فوالدها يستشير والدتها عندما يريد أن يتخذ قرارا هاما والأم كذلك بل إن العائلة بأكملها أصبحت تشارك في اتخاذ القرار وبذلك تعتبر أسرتها من الأسر الواعية والمستقرة .

 ماجد – مهندس قال : إن استشارة المرأة ومساهمتها في اتخاذ القرار لا يمكن أن يكون بالمطلق فأنا آخذ رأي زوجتي عندما يكون الأمر متعلقا بأحد أفراد الأسرة ، أو بأمور تتعلق بالمنزل وما إلى ذلك ، ولكن في الأمور التي تتعلق بعملي فلا يهمني رأيها لأنها هي أصلا لا تعرف كيف تفيدني أو تعطيني قرارا صائبا ولذلك فأمر اتخاذ القرار والمشاركة بإيجاده بين الزوجين هو أمر نسبي .

فاتن محمد – مرشدة نفسية أوجزت لنا ما خلص إليه مجموعة من علماء الاجتماع فقالت : المساواة بين المرأة والرجل أمر جوهري لبناء عائلة متماسكة وسعيدة بل هو أمر حيوي لبناء مجتمع قويم وتبادل الآراء واتخاذ القرارات المصيرية بين الزوجين يؤسس لسعادة زوجية وينشئ جيلا مستقلا يعتمد على نفسه في المستقبل .

 منار الناعمة

المزيد...
آخر الأخبار
جراء العدوان الإسرائيلي على المعابر الحدودية… أضرار كبيرة تلحق بمعبر الدبوسية الحدودي وجسر قمار بريف... الصرف الصحي في الفحيلة وتل زبيدة ينذر بتلوث بيئي... عبد النور :نطالب بتوسيع المخطط التنظيمي ... كلية العلوم الصحية بجامعة البعث تكرم 260 طالباً وطالبة من خريجيها الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... البدء بأعمال إعادة تأهيل الطريق الدولي بين معبر جديدة يابوس والحدود اللبنانية قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة عدد العروبة 15638 'pdf"ليوم الأربعاء 27-11-2024 مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق بعلامة ٩٣ وبتقدير امتياز...منح الطالب يوسف غازي كاجان درجة الدكتوراه في الرياضيات