نقطة على السطر.. تجري الرياح بما لاتشتهي….

حملني  أرقي واشتداد  الحرّ عليّ ليلا ً  إلى الاستلقاء على بلاط الغرفة، أتلوى من حر الجمر، والعرق يسيل مشبعا ً  بأنواع الاهانات  والسبب انقطاع الكهرباء وغياب المراوح، وصولا ً لتصلب الظهر ووجع المعدة والأمعاء، ليهاجم  جسدي أسراب القارص والبق الذي ملأ المكان لانعدام  رش المبيدات  ، أراقب تحركاتها  ليلا ً مابين قرصة من هنا وأزيز من هناك معلنا ً الانتصار والنيل من  جسدي، يلاحقني مصرا ً على سلبي نعمة الرقاد في بيئة ملوثة قادرة على صنع التقيحات والدمامل المدماة في تأقلم لا مثيل له ..

 أحاول الوقوف والتصدي  لها من خلال دهن جسدي بأنواع  المراهم الشافية مرة أو بالماء البارد مرات ومرات دفعا ً للقارص ولحر الصيف ..

 لترتفع حرارتنا بآلاف المنغصات  خاصة  بعد أن زادت أسعار المازوت والخبز ..

 ننام على كابوس ونستفيق على آخر أسوأ نتفكر في هدأة الليل المريب نئن تحت  ركام الهم والحاجة ونقص الخدمات ..

 تلك الكوابيس نحاول  أن ندفعها  بعيدا ً عنا لكنها  تأبى إلا أن تتمسك  بنا وتلازمنا ، نحاول الجلوس راضين   بالعتمة  يهاجمنا  انقباض مفاجىء يقلص  أنفاسنا  لينتفض الجسد نتسامر مع زوابع  الأزمات التي سلبتنا  هناءنا .. نهرب من معركة الشتاء  ببرده وزمهريره لنبدأ معركة  جديدة مع حر الصيف ولسعاته الحادة، تفرضها الفصول وأحوالها ..

ما أكثر المعارك في زماننا التي تفجر مجمل العواطف والانفعالات بعد زمن من الافتقار للفرح، إذ لم يكن  لنا في  سير الرياح ما نشتهي ..

 عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار