مرضى كورونا يروون لـ “العروبة” معاناتهم ورحلة علاجهم … د.خاسكي :أخذ اللقاح أفضل طريقة للوقاية.. ضرورة مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض… وإجراء المسحة لا ينفي المرض …
تسبب انتشار وباء كورونا بالكثير من الحيرة وأثار العديد من التساؤلات حول العالم ، و فتك هذا المرض بحياة الكثير من المرضى الذين أصيبوا به ،كما غير حياة الكثيرين على المدى الطويل بعد رحلة علاج قد تستمر شهوراً.. حاولنا في مادتنا هذه التعرف على بعض حالات الإصابة من المرضى أنفسهم .. ثم تتبعنا طبيا طرق العدوى بهذا الفيروس وأعراضه وآلية الوقاية واللقاح والإجراءات الواجب اتخاذها للحد من انتشاره .
مع المرضى
فيصل 74 سنة قال : أصبت بمرض الكورونا إصابة سريرية من النوع الخامس مختلطة بإنتان جرثومي وتم علاجي وريديا على ثلاث مراحل وخلال عشرة أيام مع استخدام أوكسجين منزلي وعناية طبية تم الشفاء من المرض .
أحمد 72 سنة أوضح أن لديه سوابق عمل جراحي قلب مفتوح وارتفاع توتر شرياني وداء سكري نمط ثان وإصابته من النوع الرابع ولديه انخفاض أكسجة “معدل الاوكسجين” 82% و بدأت تظهر لديه أعراض سعال شديد وترفع حروري وإنهاك جسدي و أجرى صورة شعاعية للصدر وتمت إحالته من قبل الطبيب المختص بشكل إسعافي ،و تلقى العلاج الوريدي خلال فترة 13 يوما وشفي من هذا المرض .
سلوى عمرها 41 سنة أوضحت أنها تعاني من قصور غدة درقية” ذئبة حمامية” و تحسس دوائي و ارتفاع توتر شرياني ، وأضافت : ظهرت لدي أعراض ترفع حروري وبعد أربعة أيام راجعت الطبيب المختص وبعد إجراء فحص سريري دقيق والاستفسار عن الأعراض المرافقة تم طلب تحليل دموي وإعطاء علاج وريدي ضمن المنزل لمدة سبعة أيام وشفيت .
ليلى 71 سنة أشارت إلى أنها تعاني من قرحة بالمعدة و داء سكري وقد ظهرت لديها أعراض ترفع حروري وبعد أيام قامت بمراجعة الطبيب المختص وإجراء صورة صدر وتحليل دموي وتأكدت الإصابة من النوع الثالث لديها وتلقت العلاج في المنزل لمدة ستة أيام و شفيت.
وبعد اللقاء مع عدة حالات كان لابد من الحديث معالدكتور علي خاسكي اختصاص أمراض صدرية وداخلية والذي أشرف على علاج الكثير من حالات الإصابة بفايروس كوفيد 19 والذي أوضح أنه يمكن إطلاق على هذا الفايروس لقب ” الوحش” لما يفعله في جسم المريض ، وأكد أهمية اخذ المشورة الطبية عند ظهور أي أعراض ،خاصة وأن التعامل مع هذا الفايروس هو من السهل الممتنع لذلك عند ظهور الأعراض يجب تجنب المخالطة مع الآخرين وخاصة كبار السن .
وأضاف : في فترة من الفترات ومع انتشار المرض كان الوضع قاسيا بسبب تزايد أعداد المراجعين لأطباء الأمراض الصدرية ، وسادت حالة من الخوف والذعر لعدم وضوح الأمور لدى المصابين ، منوها بأن كثرة الأعداد فاقت القدرة الاستيعابية للمشافي في تلك الفترة وعدم القدرة على تأمين أسرة لهم ،مما اضطرنا إلى إتباع أسلوب العلاج المنزلي بسبب ضغط العمل الكبير منوها إلى وجود الكادر التمريضي المتعاون وكانوا بحدود 24 ممرضا ، موزعين على قطاعات ولكل منطقة كادر وعناصر تمريضية بسبب التزايد الكبير بعدد الإصابات .
وأشار د. خاسكي إلى أن الأوكسجين كان متوفر ، ويتم التواصل مع المرضى في المنزل ومتابعة حالاتهم الصحية وكنا نعمل ضمن كادر صحي من مختلف مشافي حمص ، وأثنى على الجهود الجبارة التي قام بها الكثير من المتطوعين لخدمة المرضى بشكل مجاني.
صعوبة وجود إحصائيات
وأوضح خاسكي صعوبة إحصاء عدد الإصابات بدقة خصوصا في شهري 11 من العام الماضي والشهر الأول من العام الحالي فكانت أعداد الإصابات التي تمت معالجتها خلال هذين الشهرين ما يقارب 230 إصابة حيث تم التواصل مع الكادر التمريضي لأخذ العلامات الحيوية لكل مريض بدقة بشكل دوري وعند الضرورة كنا نتواجد معهم فورا ، أما الوفيات فكانت معدودة خلال الشهرين المذكورين حيث لم تتجاوز 6 وفيات .
وتابع : تصنف أنواع كورونا السريري من 7_8 أنواع ، تبدأ من النوع الأول الأخف وبالتدريج للنوع الثاني وكلما تصاعد يصبح أشد بناء على الأعراض والعلامات السريرية ، ونوه إلى أن بعض المرضى كانوا يشكون من أعراض غريبة وبعضهم من أعراض واضحة ” سعال وحرارة ” .. كما أن البعض منهم كان يتأخر بالمراجعة ويعاني من انخفاض أكسجة ، علما أن شدة الإصابة بالفايروس مرتبط بمعدل الأوكسجين في الجسم.
إجراء المسحة لا ينفي
وعن طرق الوقاية قال : على كل من تظهر عليه الأعراض أخذ اللقاحات ،فهي أفضل طريقة للوقاية بالإضافة لارتداء الكمامة وغسل اليدين والتباعد المكاني وأوضح أنه حتى في حال كانت نتيجة إجراء المسحة سلبية لمريض لديه أعراض وعلامات وفحص سريري دال على الكورونا لا تنفي الإصابة بالفايروس إلا بعد أن تعاد لمرتين متتاليتين بفاصل 72 ساعة بين كل مسحة وأخرى وذروة المرض تبدأ من اليوم الثامن من بدء ظهور الأعراض وحتى اليوم 13 ومهم جدا معرفة تاريخ الذروة للإصابات الشديدة والحرجة .
وأضاف: يفضل البدء بالعلاج بعد الفحص السريري الدقيق تفاديا لحدوث تأخير في العلاج ،و يجب التنبيه والحذر من بعض الاعتقادات الخاطئة وهي أن إعطاء المتممات الغذائية يرفع المناعة ويساهم من الوقاية من المرض فمثلا أعراض التسمم بالزنك مشابهة للعديد من أعراض كورونا ولا يوجد أغذية معينة تقي المريض نفسه من مرض كورونا وأما الأغذية المنزلية التي تطهى في المنزل فهي الأفضل .
وعن طرق العدوى قال : من المتفق عليه طبيا أن من طرق العدوي الأساسية الجهاز التنفسي وعن طريق السعال والرذاذ والعطس وهو الأسرع وعدد كبير من المرضى والحالات الحرجة تم علاجهم بأدوية بسيطة متوفرة محليا وقد أثبتت هذه الأدوية فعاليتها بشكل كبير، وللأسف الأدوية النوعية غالية الثمن لم تثبت فعاليتها … والمرضى الذين تلقوا علاجهم ومتابعة حالاتهم في المشافي الحكومية لم يكن هناك أي مشكلة وتلقوا العلاج الدوائي بشكل جيد .
العامل النفسي مهم
أشار خاسكي الى الجهود المبذولة للحفاظ على العامل النفسي لدى المرضى سواء للكوادر التمريضية المشاركة في علاج المرضى ، أو للمرضى أنفسهم وأن 35% من المرضى المصابين إصابات شديدة أو حرجة معرضون لاضطرابات نفسية لاحقة أهمها الاكتئاب وتفاديا لهذه المشكلة كنا نقوم بتبسيط الأمور للمرضى بحيث لا نشعر المريض بأن هذا المرض خطير مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والطبية والتباعد المكاني ومجابهة هذا الفيروس يكون بتجنب الخوف وامتلاك الشجاعة وبالنسبة للأطفال أشار : يتم شفاؤهم بشكل روتيني لأكثر من 90% من الحالات يستثنى من ذلك أطفال الأنبوب و ضعيفي المناعة والأطفال الذين لديهم أمراض خلقية منذ الولادة ..
و أضاف :من المهم جدا تحديد تاريخ الإصابة وتاريخ الشفاء للمرضى ذوي الإصابات الشديدة والحرجة لان تحديد هذين التاريخين مهم جدا للمريض لاحقا من اجل استكمال لقاحاته وعودته لحياته الطبيعية دون نقل أي عدوى للأشخاص العاديين من حوله ويجب تحديد تاريخ الشفاء من قبل الطبيب المشرف على حالة المريض منوها بأن الوضع الاقتصادي والمعيشي والصحي الصعب الذي نعيشه .. والحصار المفروض على بلدنا لا يتحمل موجة رابعة من الموجات إن كانت قوية, وطويلة الفترة الزمنية في محافظة حمص .
وعن وجود أعراض جانبية لدى المريض بعد تلقيه اللقاح ضد كورونا أوضح بأنها تشبه الأعراض الجانبية للقاحات الأخرى ومنها ارتفاع الحرارة والتعب والأعراض والآثار الجانبية للقاحات هي أعراض غير ذات أهمية طبيا وهذا يوجه نحو الضرورة الملحة لأخذ اللقاحات .
إعطاء اللقاح مستمر
أشارت الدكتورة غدير صليبي رئيس دائرة الأمراض السارية في مديرية صحة حمص أن إعطاء اللقاحات مستمر للمرضى وهو متوفر ، و تم إعطاء اللقاح للكوادر الطبية والعاملين الصحيين في جميع المشافي العامة والخاصة ، إضافة لعناصر الهلال الأحمر والشباب من السنوات الأخيرة في الكليات الطبية ، إضافة إلى استمرار إعطاء اللقاح لكبار السن .. منوهة بأنه يتم إعطاء مابين 150 – 200 لقاح يوميا “جرعات أولى وثانية” بناء على الرسائل الالكترونية التي تصل للراغبين باللقاح والمسجلين عبر المنصة الالكترونية ، إضافة لإعطاء اللقاح لعناصر بعض الوزارات الأخرى ” ضمن حصة مخصصة لهم ”
هيا العلي _بشرى عنقة