قبل عيد الأضحى.. الغلاء وارتفاع الأسعار الخيالي في أسواق حمص يسرق بهجة العيد… ازدياد الفجوة بين الأسعار ودخل المواطن…

خلال جولة لـ “العروبة” على أسواق المدينة قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك لاحظنا أنها غنية  بكل ما يحتاجه المواطن ابتداء من الألبسة والأحذية إلى الخضار والفواكه والحلويات المتنوعة والمعجنات التي اعتادت الأسرة تقديمها كضيافة في العيد.. ويمكن للمتجول أن يرى مختلف أنواع البضائع المعروضة بشكل لافت للمتسوقين الذين أصبحوا يجولون في الأسواق لمجرد الاطلاع على الأسعار فقط خاصة مع ازدياد الفجوة بين تلك الأسعار ودخل المواطن ، علما أن هناك أصنافا وأنواعا مختلفة وأسعارا متفاوتة فهناك الأصناف الشعبية والتي لم تعد هي الأخرى رخيصة والتي تعرض على البسطات أو المحال الصغيرة … إضافة لوجود صنف ” نخب أول ” من الألبسة والخضار والفواكه وحتى الحلويات فمنها العادي ” الشعبي ” ومنها ما يدخل في تصنيعه السمن ” البلدي أو السمن الحيواني ومنها أنواع أرخص.

يعيش المواطن  أيام عيد الأضحى المبارك كباقي أيام العام .. معاناتنا مستمرة جراء غلاء الأسعار ، هذا ما بدأ به أبو جواد حديثه معنا ..وأضاف : طال الغلاء أسعار كل المواد حتى الأدوية.. ؟!! ونوه بأنه يصطحب زوجته مع ولديه إلى السوق المسقوف باعتباره سوقا شعبيا ، يسألون عن الأسعار، ويبحثون عن العروض ويترددون في اتخاذ قرار الشراء، كونه سيؤثر على ميزانية الأسرة وقدرتها على تدبير تكاليف باقي أيام الشهر وفترة مونة الشتاء التي سيبدأ التحضير لها الشهر القادم ، كما ارتفعت أسعار الأضاحي إلى حد خيالي أيضا..

أم فؤاد قالت : مازلنا نرغب بالحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا فيما يخص طقوس العيد ، ويفرح الأبناء بانشغالنا في تحضير الحلويات وشراء الملابس الجديدة وتوزيع “العيدية” على الأطفال ،الذين يعتبرونها مكسبا ليشتروا بها ما يرغبون…

و نظرا لعدم قدرة الغالبية العظمى من الأهالي على تلبية كافة ما يرغب به الأبناء لصعوبة الواقع المعيشي ، فيعملون على شراء الحاجات الضرورية فقط ، علما أن مختلف أنواع البضائع متوفر بكثرة في الأسواق، لكن من هو القادر على شراء كافة الحاجيات لأولاده، والجميع يبحث عن البضاعة الرخيصة الثمن بغض النظر عن الجودة  ..

لم نعد نحس ببهجة العيد

أم سهيل قالت : غلاء الأسعار قصم ظهورنا ، لا نريد شراء الألبسة والأحذية ، بل نريد فقط تأمين لقمة عيشنا ، أسعار الخضار كاوية فهل يعقل أن سعر كيلو الفاصولياء مثلا 3500 ليرة وهل يكفي كيلو واحد لعائلة مؤلفة من 8 أفراد ، ناهيك عن البندورة واللوبياء والباذنجان والبطاطا وغيرها … إننا لا نسأل عن أسعار الفواكه التي باتت للفرجة لنا نحن أصحاب الدخل المحدود ، بعد أن وصل سعر كيلو الكرز إلى 4000 ليرة والدراق 3500 وباقي الأنواع حدث ولا حرج .. لقد استغنينا عن اللحوم الحمراء.

أم علاء قالت : الأسعار فلكية .. هل يعقل أن سعر شورت جينز وكنزة لطفل عمره سبع سنوات 48 ألف ليرة ، وكنزة ولادية 15 ألف ليرة ، وفستان 112 ألف ليرة …فسعر هذا الفستان يعادل راتبي مرتين ! حتى في الأسواق التي كنا نصفها بالشعبية ما عادت الأسعار تناسب المواطن ، أين دور حماية المستهلك .. أصبحنا نسمع بها فقط ولا نرى أفعالها !!

أم غسان قالت : لدي 4 أولاد , و أن شراء السكاكر بأنواعها وخاصة المحشوة بالفستق الحلبي والشوكولا يحتاج إلى ميزانية كبيرة ففضلت القيام بصنع بعض الحلويات في البيت ، علما أن سعر المواد الداخلة في صنع البيتيفور مثلا أو الغريبة أصبح باهظا فمثلا كيلو السمنة النباتي 8000 ليرة ، والسكر 2200 والدقيق 1500 ليرة .. لذلك تلجأ بعض الأسر للاكتفاء بنوع واحد من الضيافة تحسبا من المصاريف الكبيرة…

بعض التجار كتبوا على واجهات محالهم أسعار بعض القطع الرخيصة ، وبعض العبارات التي تلفت انتباه الزبائن للدخول إلى تلك المحال مثل عروض مغرية…. تنزيلات 50 % أو اشترِ قطعة والثانية مجانا .. حرقنا الأسعار ، إضافة لإبقاء أحد الموظفين أمام المحال لترغيب الزبائن بالدخول للشراء ورؤية العروضات.

أحد البائعين قال لنا وهو مشغول بالرد على الزبائن : هناك إقبال من الناس ولكن كمية ما يشترونه لضيافة العيد أقل مما هو في العادة، كما أنهم يطلبون البضائع ذات الأسعار الرخيصة.

 صاحب محل حلويات شرقية قال : نتيجة انخفاض المبيعات، وعزوف المواطنين عن شراء الحلويات وتقديمها كضيافة في العيد ، واستبدال ضيافتها بالحلويات الجافة كالبرازق والغريبة، نعمد إلى استخدام مواد رخيصة نسبيا، وحشوات قليلة من المكسرات مع زيادة بحجم المواد الحاملة لها كالكنافة والدقيق والسميد حتى نتمكن من بيعها .

ارتفاع أسعار الملبوسات والحلويات يبرره أبو النور أحد التجار وصاحب محل ألبسة كالعادة بتقلبات سعر الصرف ، مضيفا بأن  تكلفة القطع الصغيرة أكبر من الكبيرة، لكن هناك بعض التجار استغلوا عدم وجود رقابة على الأسعار فرفعوها بهذا الشكل الكبير بسبب الجشع، لافتاً أن أسعار ملابس الأطفال تقترب من أسعار ملابس الكبار.

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص المهندس رامي اليوسف أكد أنه تم تقسيم المحافظة إلى قطاعات في المدينة وشعب تموينية في الريف لمراقبة جميع الفعاليات التجارية وخاصة التي تبيع مستلزمات العيد من ألبسة وأحذية وحلويات وسكاكر وموالح بالإضافة إلى ألعاب الأطفال التي تمس سلامتهم العامة من مسدسات وبنادق الخرز والمفرقعات واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين من خلال تنظيم الضبوط التموينية وإحالة المخالفين موجودا إلى القضاء المختص وإغلاق فعالياتهم وسحب عينات من المواد المشتبه بمخالفتها للمواصفات والتأكد من الشروط المطلوبة وخاصة مستلزمات العيد من خلال دوريات نوعية ومتخصصة لإجراء عمليات سبر للأسعار ولكافة المواد بشكل يومي والتأكد من توفر المواد والسلع وانسيابها بالأسواق بالشكل الكافي والجودة والمواصفة المطلوبة ومتابعة كل ما يرد من المواطنين من شكاوى ومعالجتها بشكل فوري.

وبناء على تلك الجولات تم تنظيم 154 ضبطاً عدلياً من بداية الشهر الحالي حتى تاريخه وتنوعت المخالفات كإتجار بالمواد ,  ومخالفات في بيع المحروقات, وعرض و بيع مواد منتهية الصلاحية, وتقاضي أجور زائدة , وضبوط لحوم , وعدم الإعلان عن الأسعار ,كما تم سحب 53 عينة مشتبه بها من الأسواق ليصار إلى تحليلها في مخبر المديرية وتبين أن 6 عينات منها مخالفة و3 عينات مطابقة والباقي قيد التحليل.

مؤكداً أن الجولات الرقابية على الأسواق مستمرة لضبط أية مخالفة إن وجدت.

بشرى عنقة

تصوير :ابراهيم الحوراني