لا تحلو مدينة بغير أسواقها ،ولا تزين قرية إلا أشجارها.. تبدأ جولتك الصباحية فيها تتمنى ألا تنتهي ، تحس بمتعة التسوق على الرغم من جيوبك الخالية ..
تدخل في متاهة مدهشة من العواطف المتشابكة وأنت تمعن النظر بأصناف الخضار والفواكه المتنوعة بين فرح وحزن .. فرح لأنك تتمتع ،بمنظرها وألوانها الزاهية..و حزن لأنك ضيعت بوصلتك للحصول عليها.
تشم رائحة الفطائر والحلويات والمكسرات وغيرها من المواد الغذائية العابقة بالأنوف ..
حركة التجارة نشطة رغم عسر الحال ،البضائع المعروضة أغلبها محلية ومع ذلك تجدها مرتبطة بالدولار ذلك العدو اللدود للطبقات الكادحة وأصحاب الدخول المحدودة ،تجيل النظر في البضائع فيرتد حاسراً وكأن غمامة سوداء تحجبه عن بصرك ، لتتجه نفسك المتعبة وتتخيل الفواكه مستيقظة ومنتصبة في أرض بكر ترجو أن ينبت لك جناحان تحلق بهما متجاوزاً الأسواق المفتوحة على المتطلبات الكثيرة, إلى تلك الأرض بزهورها ومياهها المتدفقة التي تروي أنواع المنتوجات الزراعية ترسو جذورها في امتداد الأرض الغناء ، طيب هوائها، عذوبة مائها السلسبيل ونضارة فاكهتها حيث البساتين الواسعة وعرائش العنب وغيرها تحلم وتحلم بجنة فردوس لا تبنى معالمها وتُعمّر أرجاؤها إلا بالشكل الذي نريده نحن ، وبتضافر الجهود والقوى البشرية لم لا نحوّل الحلم إلى حقيقة بما يمثل تحدياً للأزمة الراهنة التي وقعنا فيها رغماً عنا لنعيد للمكان رونقه وللزمان عراقته في المدينة والريف هل يمكن أن ننفذ تلك الأحلام وننعم بلحظات من رفاهية نابعة من جهودنا وعرق جبيننا ..ياله من أمل يمثله العمل ..
عفاف حلاس