في ميزان الراتب المحدود الدخل و المقروض الأجل و المسبق بالدين و المغادر بطرفة عين لا فم استذوق و لا سد حاجيات حشو بطن … في هذا الميزان نضع أثقالا و أهوالا لايستطيع راتب مضعضع حملها أو إيفاء ما يسد الرمق منها و كل سبل التقنين و الاقتصاد و الاقتصار و الإيجاز و ما قل و دل و عمل طعمة تشبه الأصل لا ينفع أو يفي باستكمال شهر دون دين.
حتى و إن كان مدخول أسرتك راتبين و تعمل دوامين و شغال أربعاً و عشرين ساعة دون توقف أو شكوى أو أنين, وكرت ذاكرتك يعمل على خطين مكفول التركيز و الذكاء لا تسهو و لا تغمض لك عين فان الناتج لا يكسي و لا يطعم و لا يعافي صحة تعصرها سوق سوداء و قرارات تقاسمك رغيف الخبز لتحد من تبذير المال العام و هدر للقمة لا تكفي طفلا ابن سنتين …
خيارات قليلة و إنتاج محدود و مبلغ كيفما قلبته لا يفي بالموعود و لا باستدراك تقصير مكرور و مقصود و حال من بعضه “لا تشكيلي ببكيلك” و لا تستعن بصديق أو قريب و دبر حالك يا مواطن و إياك أن يعتري أعصابك الفلتان و عقلك الهذيان, فكل يوم سيدخلك مسؤولونا في امتحان و يشبعونك دروساً في الفكر و الثقافة و إستراتيجية العيش المتقشف بعدة أشكال و ألوان لم تمر على أجدادك في سالف العصر والأوان و لا عرفها أي إنسان عبر الزمان.
فالخبز الذي اعتدت أن تأكل به البرغل و السلطة أو حافاً ليس ترفيهياً و إنما من قلة و عوز و ضيق ذات يد ترفض الذل و لا تمدها إلا بالدعاء لله خير مستعان بات حالنا معه مقسوم لا تأكل و صحيح لا تقسم و متوالية جبرية معقدة و إحساس صفر تجاه مواطن لا يشبع الخبز و حلها يا مواطن إذا فيك تحلها .. الوجع يكبر .. و العلاج يوجع أكثر.
العروبة – حلم شدود