باتت حياتنا لا تشبهنا وجوه الناس تغيرت ، نظام المصروف والغذاء والشراء ، نفوسنا، فرحنا ، أحزاننا ، أعمالنا ، جميعها تغيرت..
أعباء وأزمات وضعتنا في خضم عاصفة هوجاء من الطلبات غير المستجابة والمؤجلة إلى هدف غير مسمى انقلبت فيها موازين قوانا المادية والنفسية ، أرهقنا وأضحينا خلالها مكدودين وبمتلازمة ” مكانك رواح وإلى الوراء در” نمضي مهدودين يتبعنا القهر وشبح الفقر وخوف من مجهول أعظم .
يرميك مذهولاً قرار يجر قراراً لا يقيس فيه المعنيون ساعات الليل والنهار بدءاَ من لقمة الخبز إلى اسطوانة غاز كل ثمانين يوماً وتحفة خمسين ليتر مازوت انجاز جديد فيه تحسس واقعي لشتاء دافئ رومنسي سعيد وربما الكمية كافية وتزيد وخليك ايجابي يا مواطن ..
واقع يستثير الإشفاق، إحدى الأمهات تصف نوم أبنائها حتى ساعات ما بعد الظهر بالعبادة ” نومهم عبادة” كون نومهم لساعات متأخرة من النهار يختصر الكثير من الواجبات أقلها وأعظمها ربطة الخبز التي باتت قضية أسر لا تكفيها بضع ساعات .
وهاجس شراء أخرى إن توفر ثمنها يكون على حساب وجبة طعام .. يعني الهروب من الضغوط المعيشية يتم بمعالجة أزمة بأزمة أو وجع بوجع ..
ونسينا في خضم الأزمات هذه أن نربي أولادنا ونؤازرهم نفسياً ومعنوياً ومادياً قدر المستطاع ، بات أولادنا تربية وسائل تواصل اجتماعي ترمي نفاياتها وكل حثالاتها في وجوههم وتلقى استقبالاً رائعاً من قبلهم ، الكلام البذيء والشتائم والتقليد الأعمى والتماهي مع القشور والأخطر تبني الأفكار المسمومة التي تستنزف عقولهم وتدعوهم للهجرة وتصور لهم بلد المهجر بالأم الرؤوم التي تفتح لهم صدرها بكل رحابة وتغدقهم بالدولارات وتنعم عليها بالارتباط بأجنبيات يشبهن الحور العين وأجمل، لا علة قلب ووجع وركض وراء الخبز والمازوت والبنزين .
الأزمة تحدٍّ ، كلنا موجوعون نحتاج إلى من يرمي السلام لقلوبنا المتعبة ، إلى من يرافق أنين المكدودين والمهدودين تعباً ..
إلى من يغوص بقهرنا وتعبنا يعايش همومنا عن كثب لا عن تنظير وتزوير ..
واقع مر وسوء تقدير وتدبير ما يجعل العنزة تطير والفيل أصغر من النملة بكثير ….
حلم شدود