قيمة مضافة تتسع مدىً في آفاق الحضور لدى صاحبها , فتغني ذاته , وتثري غيره . وبكلا الحالين يكون مداد الفائدة وشي خير يخطّه وعي جمالي الرؤى على مرتسمات أفانين الحياة , وقدة ذهنية تتلظى أواراً في مقدح ذهن يتقد إعمال تفكير في نباهة تحليل قراءة لموقف أو حال أو سلوك أو استشراف لتأويل في مكان أو تفسير في آخر , فيغدو منطق القول حفاوة إنتاج يبدع , وكذا الأمر في أي جانب من جوانب الحياة أو جزئية من جزئياتها ضمن معارف وخبرات ومهارات . لا شك أنها مرايا تعكس صفاءها على حقيقة مثاقفة المرء بخير جليس, ومغنم مثابر ,وحمية باحث في استقصاء حيثيات كل براعة معرفية يؤكدها أداء , ويصقلها رقيّ في أناة كل اجتهاد فتكون عندئذٍ نتاجات القيم المضافة معمارية بناء يتسع له الحاضر ابتكاراً,ويستفيض به المستقبل ربحاً لكينونة الإبداع على مطلول سارحات القادمات على مطايا الأزمان . أجل ! يكون الذكاء الفطن نفحات خير , شميم عبقها يحاكي أنفاس الربا على مطالع النباهة في مجالس الفكر ومدارات الحرف في دنيا المعارف والعلوم , ونبوغ المهارة في مكين التقانة عبر رحابة وعي ذلك ضمن فضاءات عالم يحثّ الخطا صوب ألف ابتكار وابتكار . يؤكد ذلك الفيض سواءُ غايةٍ في نبالة هدف وسمو سلوك تهدهده أريحية من رزانة في مسار درب أو مقاربة فكرة أو مطارحة رأي أو تقديم نتاج أو منتج فيكون الذكاء إيثار مغانم لا وجود لتذاك ٍ على حساب أمر أو موقف أو سلوك . لكننا في معطى الحياة سرعان ما تمر بنا بعض أنماط سلوكية , يتوهم بعضهم أنه يبدع في سلوك ينعكس فيه خاطر كالح متعب يتعثر به ما بين شهيق وزفير لأنه ينطلق به من وهن يعتريه ,أو من ضيق في قدرات وربما من بعض انكماش في ضعف ينسرب في أعطاف صروفه وظروفه فيسعى جاهداً ليرمم ما فاته متخذاً من التّذاكي نافذة , غايته في ذلك تنفيس انفعالي وتعويض عمّا اعتراه من هشاشة ضمن ما يسمى (مركب الحطة ) حيث البحث عن التعويض ونحن ترانا لسنا بغافلين حيال هكذا تعرّجات في تلك الأنماط السلوكية التي رسمت بتعرّجاتها تضاريس بعض أولئك الذين قد لا يعرفون استكانة هدوة في ذواتهم ما بين غيرة وحسد أو توهم استعلاء وهم في أغلب الأحيان زادهم قبض الريح إذ لا يملكون سوى مجموعة مفردات أتقنوا حفظها وقد نضجت على وقدة من مزاج وخفايا من طاقات سلبية يتوهمون الاتزان ضعفا, والصمت بهرا وإعياء عند غيرهم و أن التغافل عند غيرهم كسل في نباهة من غير أن تساعدهم فطنة أن روز الثقافة وكياسة السجايا وخبرات السنين ومطارحات العقول حضورا وسطورا والتسامي والإعلاء في إدراك رسالة الإنسان (قيمة كبرى ) تدفع بنا إلى مرور عابر أمام بعض خطل هنا أو هناك أو تلعثم في موقف أو سلوك وجده بعضهم مضغة تلوكها اشداق فتروي ظمأ شفاه ملتوية من غير أن تحظى بعذب ماء يدغدغ الأنفاس .
إن بعض الأنماط السلوكية التي تتجسد في بعض نفر استدارت حيواتهم على متسع خاطر عندهم وهو في حقيقته ضيق في قدرات نيّاتٍ وبعض إرهاصات في سلوك إنّما يفضي بنا إلى التأمل , وإلى مدى وعي الانتباه والإدراك وقراءة ما وراء بعض هاتيك السلوكات , وكم هي بحاجة إلى تقويم وقد أتعبها مد وجزر من غير أن ترمم ذاتها بجمال انفتاح يحقق الذكاء الحلو الجميل ويجنبها التذاكي المرّ فتجد بذلك دلالة حضورها نفع إنسان لإنسان صدق محبة وتحابب لا اتساع ذراعين , ولا حلو الكلام لفظاً ويباسه واقع سلوك . إن قوة المرء في معرفته ومعرفته في دفق سعته رحابة توادٍّ يشعُّ تواصل خير بخير وتجذر حضور إلى حضور في ضيافة الحياة جمال إنسان إلى إنسان.
نزار بدّور