تحية الصباح.. الحُلم قراءات و أمنيات..

 حكاية ذاك الرجل مطيبة بعبير الأناقة , ودهش الفطنة وكياسة الإحساس بالحياة فساحة تعاقب أيام وسنين , يمضي فيها المرء متشوفا بعض معالم في فرح أو سعادة في سرور على صقيل تفاؤل , عساه يفيض سرحاً نشوة وحبورا .

هي حكاية رجل كان يهمس لمساً لآنية عطر , وعندما سأله أحد الأصدقاء لماذا تفعل ذلك قبل أن تهم إلى النوم؟ فكان جوابه حتى أحلامي التي تمر بي تكون مطيبة بعبير أنفاس العطر

يا له نفحا في متسع خيال وتخيل ! ويا له من ثراء نفس في أضمومات رؤى , هي منمنمات لآلىء في حنايا كلّ محار كثيرة هي الدراسات والبحوث التي استفاضت في الحديث عن الحُلم – بضم الحاء –وعن أسبابه وموجباته , وكثيرة هي الدراسات التحليلية , وكذلك الكتب المجتهدة بحصيف عقول أولئك المشتغلين بها تفسيرا ضمن مرجعيات في الكتب والقيم السامية في بعض منها تراثا وفي غيرها تأويلا وتحليلا وفق مرجعيات ترتبط بالتحليل النفسي ومدارسه وتداخل الآراء ما بين تعزيز وبناء من جانب آخر حيث جدة في آراء واتساع في نظريات .

ولعل تقسيمات (فرويد) ولا سيما في حديثه عن منطقة (الهو) توقف عند المراحل العمرية الأولى للإنسان طفلاً حيث التجارب والإحباطات والأحلام وبعض الانكسارات السلوكية التي تعتري الإنسان طفلاً من غير أن تعالج في آنها , فتتأصل فيه بعض عقد سرعان ما تستيقظ لديه طفولة قد تجاوزها مرحلة ليغدو في متاعب أنين وإعياء تكدُّر مسار سلوكه صفاء نفسٍ وسواء سلوك

إنه الحُلم في قوافي الشعر صدىً لرغائب الوجد المصطلي في لهفات الحب والجمال ولقاء من أوقد شعلة , وقد عاكسته صروف وظروف فغفت جمرات الوجد في موقد أبعد لظى لجمرٍ وركن إلى مشيب رماد  فلا أثواب تُشرى وقد ضاع حلم في (ارجع إليَّ) لشاعر الياسمين (نزار قباني ) ولا ينفع خداع ولا مخادعة لنومٍ إشفاقا على حلمٍ في قصيدة (خالقة ) لبدوي الجبل , وكذا الأمر في أية نسمة تهبُّ رياحين عبق لاوعتها الريح في متاعب السفر الطويل إنه الحُلم الناجز إشراقاً فرح أمنيات لو تكون لأنها حبات ندىً في أكمام وردٍ ومطالع سعادة في تمثل كلَّ رجاء  فكم يبدو الحُلم هدوة طمأنينة في بعض الملامح من صورة أطيافا لمشهديةٍ أو طيفا لمكنون خاطر ! وما أروعه وأقساه حلم يقظة يسافر صوب المدى إلى غاياتٍ تسابق خطاها وصاحبه لا يلوي على مقاربة سفر قيد أُنملة هزيز مكان يمنة أو يسرة , وما بين الجفن والاغتماض تشده اللحظة يقظة حقيقية أنه كان يمسك لحظة هاربة حاله في ذلك كمن يضع يده على لمسة شمس وإذ بها تعلو كفه  فلا اللحظة معصمها رهن مقبض ولا اللمسة مكين إحكام  إذ ما كان صفاء الصفاء أين لمكثّف أن يقاربه ؟! كثيرة هي الأمور البدهية في حياتنا السلوكية  أو أمانينا في رحاب خدْمات اجتماعية يسيرة التحقق بقليل من إرادة وهمة  وهي سعادة كثيرين أن تكون وإن خففت من تحققها بعض تحدّيات لوهن في مصالح, وعدم النظرة الشمولية في إدراكها الأسمى لوعي الإنسان قيمة , والحياة صيرورة وجود , ومعنى الحضارة التي عبر التاريخ في وعي الباحثين من علماءَ ومفكرين هي تواصل وتعاون في جذورها ,وفي الساميات قيماً, هي تكافل وتعاضد وتراحم في إشراقة الجمال قيماً معرفية, هي اغتباط إنسان إلى إنسان في يسر كل أمر, من دون أن يتعثر السلوك في ضيق وإنما تراه يتسع رقي بفهم في ما هو خير سمائية تنتظم جمال الحياة فرح حال يسمو نحو الأرقى , فلا تقعده حيثيات ضيقة في ربح حتى لا يغدو الحُلم قبض الريح بل ما أجمله شدو نور إلى نور ما بين ضفائر لأضواء قمر على كتفي الأيام وأضمومات شموس على مطلول الأزمان

  نزار بدّور 

المزيد...
آخر الأخبار