حاز تشكيل الحكومة الجديدة ، على اهتمام جميع الناس ، بمختلف أعمارهم وأعمالهم .
يقولون دائماً عن الشعب العربي السوري إنه شعب يهتم بالسياسة ويتحدث عنها وفيها وهذه الصفة تجعل منه شعباً ذكياً ويشهد التاريخ للسوريين بها ، منذ فجر التاريخ .
فوجئت وأنا أسلّم عليها وأطمئن على صحتها ، بعد أسبوع من غيابي عنها أنها تسألني عن الحكومة تشكّلت أم ماذا ؟!. عجوز في الثالثة والتسعين من عمرها تسأل هذا السؤال ؟!!. ليس مدهشاً هذا بقدر ما يدعو إلى التفاؤل لأن الناس تتابع الحدث . وعندما تشكّلت الحكومة ، وهي متابعة لقنواتنا الفضائية ، راحت تسألني عنها .
-” يا أمي الحبيبة .. ما شأنك بهذا …؟!”
كان السؤال على شكل دعابة . لكنها ردّت بأنها من خلال التلفاز تعرف كل شيء.
بعضنا متفائل . بعضنا متشائم . بعضنا ” متشائل” أي بين بين ..
اللافت أن تجد مواطناً عادياً ، يبيع الخضار والفاكهة ، أو مستخدم في مؤسسة ما يقيّم أداء وزير ما ويقول لك إنه ” شغّيل ” أو غير ذلك . الأمر كظاهرة ، جميل لأنه يعبّر عن اهتمام الناس بشؤون حياتهم وعمل حكومتهم ..
في بلدنا أكثر الوزارات ارتباطاً بحياتنا اليومية : التجارة الداخلية وحماية المستهلك،والنقل، والتربية ، والتعليم العالي . ولعّل وزراء هذه الوزارات ، كما يقال ” مأكولون ” مذمومون على رأي المثل . لأن المواطن إذا توفرت له حاجاته ، ووسائط نقله ، ومدارسه وجامعاته ، يلهج بالشكر والامتنان للحكومة ، وإذا جاء يوم ولم يستطع تأمين خبزه إلا بصعوبة ، راح يكيل النقد الجارح ، أحياناً ، للحكومة بشكل عام والوزير المختص بشكل خاص …!!.
على أن هذا يجب ألا يقلل من تفاؤلنا بالمرحلة القادمة ، واستعدادنا لمواجهة الصعوبات والتحديات .
اللافت على ” صفحات الفيسبوك ” أن بعض الوزراء السابقين والذين تولوا المناصب قبل سنوات عديدة راحوا يكيلون النقد غير البنّاء ، لتشكيلة الحكومة الجديدة ، قبل أن تبدأ عملها .وكأن هؤلاء ، أيام كانوا وزراء قد انتشلوا ” الزير من البير ” مع أن الإمكانيات المادية كانت تتوفر لهم وخرجوا من الوزارة ليتسلموا مناصب في هيئة الأمم ومنظماتهم ، بناءّ على خبرتهم الحكومية عندنا …!!. نخجل من الرد عليهم بالكلمات نفسها التي يستخدمونها لأن لدينا حياء ولا نقول لهؤلاء إلا عبارة / كلّ إناء بالذي فيه ينضح /.
ثمة وزراء وأصحاب مناصب ، وهم قلّة ، تبقى لهم هيبتهم وحضورهم الاجتماعي واحترام الناس لهم ، بعد ترك مناصبهم . أحد هؤلاء كان عندما يمشي في شوارع حمص ، يهب الناس للسلام عليه لأنهم يجدونه في كل عزاء وفي كل مناسبة فتراهم يقولون له ” أهلاً بمعالي الوزير …!!” رحم الله تعالى الوزير حسان السقا . والوزير السابق عدنان خزام لا يترك اجتماعاً لرابطة الخريجين إلا ويحضره ، ويناقش جدول أعماله ، أمدّ الله عمره .
نتمنى للحكومة الجديدة التوفيق والنجاح لخدمة سورية والسوريين .
عيسى إسماعيل