يعجز ذوو الدخل المحدود عن ابتلاع قهرهم مع بداية عام دراسي تتزاحم فيه الطلبات وتتبارى في الاستقواء على راتب مشلول لا يشتري من الجمل سوى أذنه ، مونة ولوازم مدرسية ( كتب – قرطاسية – ثياب – أحذية ) ولوازم معيشية أخرى كالزيت والمازوت و .. وتدبير الحال من المحال ، ولو عمل كل واحد منا كالنملة دون كلل أو ملل بالتدبير واقتصاد ما يمكن اقتصاده سنبقى ملاحقين بطلبات أساسية لا يمكن تهميشها أو تأمين ما تيسر بما ملكت جيوبنا …
نوبات اختناق تصارعك ، تطحنك وتردي راتبك المسكين بالضربة القاضية خلال ثلاثة أيام من بداية الشهر الجديد ، .. لوازم المكدوس وحدها تؤهبك لارتفاع الضغط أو الجلطة التي تخثر مشاعرك قبل دمك ، كون أسعار مستلزماتها بالغة الضراوة ، بيدون الزيت فاق المئتي ألف ليرة و كيلو الفليفلة تعدى الألف ليرة سورية ، أما الجوز واللوز ( الحشوة ) فلهما حديث يندى له الجبين وأسعارهما قادرة أن تدخلك في دوخة و هذيان وتصلب شريان
أما قرطاسية المدارس فحدث ولا حرج واقع مرير وشاحب وكيفما درتها ، لا تستطيع لوكها أو استطعامها .. بالغة المرارة ،.. الفجوة توسعت بين المعاش والمأمول ، بين ذوي دخل محدود ومهدود وبين طبقة دبابير تمص العنقود إلى آخر رمق وترميه في وجهك عوداً ، وفي ظل هذا الواقع الأليم لا تنتظر المسؤول ليطفىء هذا الحريق ، يتحفونا بتبريرات وليس لديهم قرار يشفي العليل ويطفىء النار … نعلم أنه بعد الغيمة يأتي المطر ، لكن تصريحات مسؤولينا باتت عبارة عن كلام الليل يمحوه النهار ..
ومادة السكر تترجم واقع الاستسلام لتجار يمارسون أبشع أنواع الاحتكار وتدهور الأخلاق..على أمل أن يغادر اليأس والبؤس قلوبكم ويجعل أيامكم أحلى من السكر.
حلم شدود