نقطة على السطر: بالقطارة

كانت نفسه مفعمة  بالهم الزاحف إليه  ولديه مشاريع من المتطلبات اليومية  وهو يرقب  خزان الماء على سطح منزله  ينز بقطرات  هزيلة مع عرقه المفتوح على حر آب اللهاب..

  داخله شعور مخيف بقرب موعد  شراء خزان ماء جديد  بعد أن استهلك  شراء الماء  قوته المادية كلها ..

شعر بعطش شديد نزل  ليجد الغرفة تغرق في عتمة  أشد سوادا ً  من قلبه المحمل بالأعباء فمستلزمات بيته متعرية من كل شيء بدءا ً من رغيف الخبز الذي يوزع  بالقطارة وانتهاء بالمياه  عناصر الحياة  الأساسية وروحها ..

 إذ بات  ينتمي إلى عالم تتعدد فيه المنغصات وتواجهه بقوة ، فيستقبلها  تارة بالتأمل الرصين  يعد  خلالها نجوم السماء ، وأعمدة الكهرباء المطفأة والسيارات العابرة ، وأشجار الرصيف .

 يفتح مذياعه كل يوم وهو يهجس  ربما  يأتيه  بفرج قريب   يأمل بالاتجاه  نحو الأفضل في مدينة  تفتح على النفس همومها ..

يطلب طمأنينة  صادرة من جهة ما، لكنها لاتمده بالمخارج لينفعل دون أن يلتفت إلى عذر في ميادين الاقتصاد أم الإنتاج الزراعي أو الصناعي أو التجاري أو حتى فك عقدة المواصلات وماتعانيه  هذه القطاعات كلها من نقص في المازوت والكهرباء إضافة إلى منغصات أخرى تتمحور في مشكلة تصدير اللحوم والخضراوات والفواكه وماينتج من كل ذلك من غلاء فاحش ..

هو يحلل ويخمن معجبا ً بأفكاره وقدرته على التحليل واستقراء الوضع الحالي ليقول في نفسه ، إن  قطار الوعي بما يحدث لايمر خلفي ولايتركني في المحطات البائسة، بل أنا دائما ً في حالة  حضور يقظ، أعرف أسباب الأزمات  كلها … ليتنهد  أخيرا ً  كالأرض العطشى ولايضمر لوطنه المجروح غير المحبة والاستقرار والهناء ..

 عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار