نبض الشارع.. فتحت المدارس أبوابها..

 مؤهلون أم غير مؤهلين ، فتحت المدارس أبوابها ، ومجموعة حصون تحتاج إلى فتح وربما غزو لتأمينها أو استحواذ بعضها بغية خروج أبنائنا  الطلبة بشكل يليق بطالب علم  متوجه إلى صرح علمي يسوده مناخ تربوي..

 أحد الحصون ، اللباس المدرسي الذي صدر تعميم بشأنه يوعز بعدم التشديد عليه وقبول أي لباس قريب أو مناسب يحافظ على الرؤية البصرية الجمالية للمدرسة .. حقيقة أن هذا التعميم ينكأ جروحاً كثيرة ، فما هو سعر ” لباس يحافظ على الرؤية البصرية الجمالية ” وهل شراؤه أوفر من اللباس المدرسي ، أليس الأجدر توفير اللباس المدرسي بأسعار مناسبة ورمزية تمكن جميع الطلاب من  ارتدائه وهذا اللباس هو الوحيد الكفيل بالحفاظ على الرؤية البصرية الجمالية  وليس أي شيء آخر .. ألا يكفي أوجاع الفقر وقلة المازوت والغاز والكهرباء وأزمات اقتصادية متتالية  لنزيد  في الطنبور نغم ” التنمر ” وانعكاساته النفسية على  أبنائنا الطلبة ، نتيجة الفروقات الاجتماعية الطبقية بين فقير وغني ، بين طالبة  تمارس عرض أزياء وتلبس ما يحلو لها شراؤه وكل يوم “بنطال شكل” وبوط آخر موديل وبين طالب لا يجد  ما يستر جسده.. نريد صناعة جيل سليم معافى صحياً و اجتماعياً ، لا أن نزيد  أزمته النفسية والاقتصادية عمقاً وجرحاً لا يمكن ترميم عقده وضغطه بمحاضرة المرشد الاجتماعي المدرسي أو خبراء الطاقة الايجابية أو أي كلام آخر يفصل له الأوضاع المعيشية وأزمة الحرب وإفرازاتها الطبقية وكرامة الفقير وأخلاقه   تغنيه عن متاع الدنيا و ..و.. وما إلى ذلك من عبارات لا يمكن أن تسكن وجعاً في مرحلة عمرية حساسة .. أما مأساة القرطاسية ، فالتعميم ينص بالحد الأدنى من القرطاسية المدرسية  ، فعلى مدار سنوات الأزمة نسمع بضرورة تخفيض القرطاسية وكأن بالطالب يذهب  إلى المدرسة ليضع نقطة فوق حرف ويعود فعلى مستوى طالب روضة يحتاج إلى مجموعة دفاتر وأقلام تلوين ودفتر رسم ووسائل تعليمية حتى يستطيع مواكبة المنهاج والتركيز وكله مكلف ، فما حال العائلات التي لديها ثلاثة تلاميذ ، فهل سيكون ردهم على أنساتهم بأنهم يمشون وفق التعميم الصادر عن وزارة التربية ..؟!

 وما لا يمكن بلعه أو استساغته هو القصور وعدم  تمكن المعلمين من تدريس المناهج المتطورة والتي أضافت هماً جديداً في استنزاف الأهل ، فلا يكفي مدرس خصوصي للمواد الأساسية  كالرياضيات والفيزياء والكيمياء  والانكليزي فحتى مادة الاجتماعيات المطورة  بحاجة لمدرس خصوصي لفك طلاسم  الدروس التي سقطت سهواً في غربال الإهمال و كورونا والانقطاع المبكر عن المدرسة والذي لا يتماشى أيضاً مع التقويم الدراسي المحدد بـ 176 يوماً دراسياً..

يعني التعميم في واد والواقع في واد آخر

 المدارس فتحت أبوابها ، ونتمنى من مربينا أن يفتحوا قلوبهم قبل أبوابهم ، فما تزال مدارسنا الحكومية داخل أسوار الأمل ، لنكون معاً في رحلة الألف ميل والتي بدأت بخطوة…

حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار