لم أعد أطيق الاستماع إلى نشرات الأخبار لأسباب كثيرة منها كثرة الكوابيس التي تتمسك بي وتنمي همومي التي أورقت على جنبات نفسي المتعبة ، لما فيها من أخبار أشبه بتنين ينفث النار ليحرق كل تفاؤلي تجعلني أسبح في فضاء أسود معتم.
وثانيها الابتعاد عن المشاركة بسماعها مع أشخاص أتخوف من فضوليتهم وتحليلاتهم السلبية والذين بقدرة قادر يتحولون إلى محللين سياسيين وربما يسبقون المذيع سلفاً في تسيير الحدث وتحليله بأفكار ساخرة بعيدة عن المنطق فيجعلونك تستمع بأعصابك المتوفزة والهاربة كالجنادب يتحدثون وكأن الدهر عجنهم بالحكمة والمعرفة وأنا لا أريد إثارة الغضب عليّ بآراء لا يقتنعون بها ويدحضونها ليبقى الاختلاف في الآراء حاراً كجمر تحت الرماد.
وفي كل مرة لابد أن أنبه جلسائي “هس خلونا نسمع” ولكنني وكأنني امتطيت المستحيل ، ليعودوا إلى تعليقاتهم الساذجة فتصبح أذناي ملاصقة لشاشة التلفزيون التي لابد أحدثت عطباً في طبلة أذني،أو ربما امتص القرب منها ضوء عيني .
لأقرر أن أستمع وحدي أهرب بأفكاري وقناعاتي منفردة لأرتاح من كثرة الكلام والجدل اللامجدي مع أناس لم ولن يتوقفوا عن أداء استباق الكلام والمجادلة في نقاش عقيم ..
عفاف حلاس