نقطة على السطر ….. رفقا برئتنا الخضراء !!

الحال الذي آلت إليه أشجارنا الحراجية يبكي العين و يدمي القلب و يحز بالنفس لهول ما أصابها من قطع جائر و اعتداء سافر و حرق مساحات شاسعة .

لا شك إن الإرهاب الأسود و الوضع الاقتصادي الخانق الذي نعيشه هذه الأيام بسبب الحصار الجائر كان له الدور الأكبر في المساهمة في استنزاف ثروتنا الوطنية و تحول المزيد من المساحات الخضراء إلى مساحات جرداء قاحلة تبعث الخوف في الأنفس للمستقبل الذي ينتظر بيئتنا التي اشتهرت على مر العصور بالخضرة الساحرة – كان ذلك سابقا-  لكن حاليا إذا استمر الوضع على ما هو عليه ستكون النتيجة المزيد من المساحات الجرداء.

السؤال الذي يطرح نفسه ألا يوجد قانون يحمي هذه الثروة و يحافظ عليها حفاظاً على حياتنا جميعاً لأنها تشكل رئتنا الحقيقية بالإضافة للمنظر الجمالي الساحر الذي تزين به بلدنا ؟؟

بالتأكيد القانون موجود لكن على ما يبدو أن المشكلة تكمن في تطبيقه و بالقائمين على تنفيذه , وكأنهم وضعوه على الرف حتى حصدنا النتيجة الحالية !!

صحيح أن الوضع المعيشي الصعب الذي يخيم علينا جميعاً دفع ضعاف النفوس و ما أكثرهم في التمادي في قطع الأشجار دون أدنى رحمة أو شفقة و الكثير منهم و للأسف الشديد راح يتاجر في بيع الحطب الذي هو في الأصل أشجارنا الحراجية التي تزين حياتنا، لكن مهما كانت الظروف صعبة يجب ألا تكون مبرراً لأحد بالاعتداء على الشجرة بل على العكس يجب أن تشكل دافعاً قوياً لحماية ممتلكاتنا و المحافظة عليها مهما بلغ الثمن , وللأـسف الشديد ما يزيد في الطنبور نغماً هو قيام بعض المؤسسات الرسمية بالمشاركة في تحويل بيئتنا إلى بيئة قاحلة وقيامها بقطع الأشجار بحجة تنفيذ أو تحسين مشاريع أو خلق استثمارات تدر عليها أرباحا كبيرة  .

للمشاركين جميعاً في اغتيال رئتنا  الخضراء نقول:

رفقاً بمتنفسنا الوحيد ,مصدر سعادتنا وسعادة أطفالنا وجمال بلدنا لأنكم إن أمعنتم في قتل بيئتنا لن تنجوا من سوء أفعالكم  , فإن لم تستطيعوا أن تزرعوا فلا تقطعوا !!!

الشجرة أمانة في أعناقنا جميعاً ,علينا الحفاظ عليها والتحطيب غول يغتال سعادتنا ويساهم في قتل حياتنا وحياة أبنائنا من بعدنا فليكن دائماً شعارنا ” ازرع ولا تقطع” ولتكن دائماً الجهات الرسمية بمختلف مؤسساتها وإداراتها مشجعة وفاعلة ومساهمة في الحفاظ على ثروتنا الخضراء مصدر رزقنا وجمالنا  ولنضع جميعاً يدنا مع بعض لنساهم في تحويل بلدنا إلى واحة خضراء ولنسارع في ترميم وإصلاح  ما خربه وحرقه الإرهاب وضعاف النفوس.

محمود الشاعر

 

 

المزيد...
آخر الأخبار