شكاوى مدهشة و متشعبة هاجت و استفحلت و نضجت في نفوسنا شغلتنا عن استقصاء أخبار العالم و سياسات الدول العجيبة و الغريبة قي قمع الشعوب الآمنة فتأمين لقمة الخبز أو الحصول على مخصصات المازوت أو معالجة شح المياه و قلة الكهرباء و الغاز و مشكلة النقل و المواصلات و الغلاء الحاصل في كل مفصل من مفاصل الحياة كل ذلك صغناه سابقا و كررناه محاولين أن تصلنا الحلول و الإمدادات بتحضير المعلومات المتعلقة بالمشكلة بموضوعية و صدق حتى و لو حُقِنّا بلقاح الفشل مرات و مرات لكن إرادة ساخنة تحدونا في أن يتحقق فحوى الشكوى… يسري قي داخلنا دبيب النداءات المتكررة نكرر و نكرر كشلال تتدفق الكلمات مع ارتفاع حرارة الشكوى حتى و لو كنا ضمنياً نؤمن بأننا لن نتلقى سوى الصمت من قبل الجهات المعنية ، و نتقصى المشكلة و نفتش عما هو مستور نتقلب في هواجسنا الليلية محدقين في العتمة وربما نتحدث بصوت عال وكأن الشخص المعني المتسبب بالمشكلة جالس قبالتنا فنحن المواطنين العاديين الذين ثبتت جذورنا في الوطن و ما غادرناه أبدا أثبتنا قدرة عجيبة في الصبر على الملمات و ظروف الحياة الصعبة و الأزمات المتتالية لذلك فنحن وحدنا لنا الحق في التفكير و النقد و محاولة انتزاع أصول المشكلة و حلها بالشكل المناسب لنصل إلى أحوال تعودنا أن نطل عليها و عشناها في الماضي هل يمكن أن تعود تلك الأيام ..ربما .. فلنواجه العاصفة.
عفاف حلاس