داهمتني اليوم أفكار عجيبة غريبة بعد أن لوح الصيف بالرحيل وحل مكانه فصل الخريف الأحب إلي لدرجة العشق لما يحمله من برودة لطيفة وجو رومانسي يكتب خلاله أجمل القصائد..
لكني بت أشعر بالخوف كونه يحمل شيئاً من علائم الشتاء بغيومه المكدسة في السماء والتي أنستني لذة الجلسات الربيعية والصيفية وحتى الخريفية في الصباح مع فنجان قهوتي الساخن..
أحاول أن أتفقد مدفأة المنزل وبرميل المازوت عسى ولعل فيه بقايا تنازع من شتاء سابق فوجدته تصفر الريح فيه ..
تلك أشياء لم تعد تصلح إلا للزينة وتمجيد الماضي والتراث كغيرها من المنقرضات فهو حال الثلاجة الخاوية والقابعة محتوياتها في حاويات القمامة التي فكرت في لحظة ما أن أعلق صورهم على الحائط كبقية المراحيم في أيقونات مجيدة ..
حاولت استحضار الحلم لأفتح كوة تفاؤل بسيطة تشرق فيها الروح بالأمل لكنني فشلت لأن هناك أشياء مفقودة لم أعثر على ما يجعلني أتسلق شرفات الأمل.
ليدور رأسي مثقلاً بالهموم والخوف من هجوم البرد القارس يبشرنا به بعض المتنبئين الجويين مع 50 ليتراً من المازوت ستجود بها حكومتنا هذا في حال وجودها أصلاً ، لنندس في قوقعتنا الشتوية المعتادة ونذهب في سبات عميق داخل الغطاء مع أكداس مكدسة من الألبسة السميكة تخنق أنفاسنا ، نسكب خلالها بقايا شكوى ونحارب كدونكيشوت طواحين الهواء بسيف وهمي مع فقدان حاجات كثيرة باتت منزوعة المزاليج..
عفاف حلاس