في ظل انعدام الرقيب و الحسيب لا تسأل عن أخلاقيات السوق و الصالح العام و إنما عن الربح المادي الذي يجنيه الجاني من مواطن لا حول له و لا قوة سوى الاستسلام لواقع بائس يضج بالتعاسة و البؤس و الحرمان…
احتكار زيت دوار الشمس و اختفاؤه من الأسواق على حين غرة في وقت كان ومازال المواطن بحاجة ماسة لهذه المادة في موسم ” المكدوس ” و ما أدراك ما المكدوس، مادة تستنزف كل ” الفلوس ” حشوتها فليفلة و ثوم و جوز أو لوز و طبخها يستنزف أسطوانة غاز و المكدوس لا يكبس بالماء و لا بالخل و لا يمكن حفظها في ثلاجات ريثما يستتب أمر المحتكرين و يخرجون الزيت من المستودعات و جعجعة المسؤولين بالسيطرة على الوضع و توفير المادة بأسرع وقت لا طحن لها و لا حياة لمن تنادي، لا نريد إبرة مسكنة لأوجاعنا نحتاج ترجمة حقيقية جدية دقيقة مخلصة للواقع من ترجمان يحمل هم المواطن بضميره لا نريد قراءة الواقع بشاعرية و رومنسية تراعي من هم تحت سن العشر سنوات لان أطفالنا كبروا قبل أوانهم و يعلمون بأنهم حرموا من البيض و الحليب و أدنى متطلبات الحياة و حجة العين بصيرة و اليد قصيرة أمام سوق يعج بما لذ و طاب و أمام فئة تشتري ما لذ و ماطاب دون اكتراث… أمام هذا الواقع لا تملك جواباً شافياً ترد به على طفلك المحروم و الذي يتسلى أصحاب الشأن في اللف و الدوران على لقمته وخنق أحلامه في المهد و ممارسة لعبة القط و الفأر في ضبط سوق يسوق وفق ما يشتهي التاجر و ليس القائمون على إدارة أوضاعنا المعيشية.
بات كل منا مطبوخ بالهم المعيشي و تدبير الحال… ومطحونون مكبلون بأوجاعنا، بانعدام حس المسؤولية بآدمية المواطن و بثقافة كل واحد يده له، بالدراما السطحية التي يعالج بها المسؤول الوضع الاقتصادي و هو جالس على كرسيه.
نحتاج لهوامش توضيحية علنا نفهم الواقع الاقتصادي أكثر نحتاج لإضاءة على الزوايا المعتمة من مسؤول ميداني كي نتجرع خيباتنا على دفعات، على مبدأ كل لقمة بغصة و عوجا .
حلم شدود