في خاطري أفكار تتبعني كظلي إذ تجد أمامك شخصيات لا تملك من الموهبة شيئا ، يقدمون لك نصا ً شعريا ً أو نثريا ً في محاولة نشره في جريدة رسمية لتجده غير صالح بأي شكل من الأشكال ، تفتش فيه عن ثغرة تحاول سدها، تقدمه على أساسه لكنك تفقد الطريق إليها مع خفوت ضوئها وغروب شمسها ، لكن صاحبنا مصر على القفز على المراحل الزمنية ويقدم نفسه على أنه أديب … فإذا حاولت الاقتراب منه بالنقد الموضوعي ، يعلن عليك حربا ً صامتة ، يكفهر وجهه وتغوص ابتسامته ، التي توجه لك كصفعة في حال التقيت به … الطريف والغريب أنك لم ولن تفقد شيئا ً بقطيعته خاصة في مجال احترام الذات أو في مجال العمل أو حتى في محبة المقربين لك ..
هذه حكاية من حكايات مثقف مدع ، شامل حسب تعبيره ونظرته إلى نفسه ، يفترض أنه يمتلك ثقافة الرضا ومحاولة الحوار للارتقاء بموهبته المتوهمة ، حتى لايخوض بحرا ً دون شراع أو مجاديف، كونه يجهل إمكانياته الكتابية ..
هكذا هي كل علاقاتنا في الحياة فهي معرضة للالتواء والتقوقع عند أول اختلاف في الرأي , ليتحول الجدال إلى صراع ، والنقاش إلى صراخ ، والحوار إلى شتم ..
آلا يفترض أن ترفع الخبرة بالحياة سوية المتطفلين عليها ..
ألسنا بحاجة إلى ثقافة سلوكية تفصل الشخص عن نتاجه الفكري ..
ألسنا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا في كل شيء بما ينفي من دواخلنا الإحساس بالكمال وتضعنا أمام حقيقة أن كل موقف قابل للمراجعة ، وكل رأي خاضع للمحاكمة ، وكل نقد يحمل في طياته الخير للجميع ..
عفاف حلاس