دائماً ما يواجه الآباء ضغوطاً هائلة داخل المنزل وخارجه، بما في ذلك المسؤوليات المتعلقة بالوظيفة والعمل بجانب الالتزامات المنزلية وتربية الأبناء .
وتؤدي هذه المسؤوليات مع استمرارها إلى شعور الأبوين بالضغط النفسي ومع تراكم الضغوط وازديادها قد يتأثر سلوك الأب والأم في التعامل مع الطفل وغالباً ما يكون أكثر سلبية وربما أكثر قسوة أيضاً ,
حتى مع كون الطفل كنزا ً كبيرا ً لأي عائلة فإنه بالتأكيد يشكل مصدراً للضغط على أبويه من خلال متابعتهما المستمرة له خلال تطور نموه ومراحله الدراسية المختلفة واتساع إدراكه وميله للعيش والتفكير بطريقته الخاصة .
تدفع غريزة حب الأبناء والخوف عليهم كلا الأبوين لحمايتهم من العالم الخارجي ولكن مع مرور الوقت يصبح تعامل الطفل مع العالم الخارجي أمراً حكيماً ،وعندها يجب ترك مساحة للطفل مع هذا العالم, والتعلم من الأخطاء بالتأكيد سيؤدي ذلك لزيادة الضغط على الوالدين ولذلك يجب أن يعملا على إبقاء الضغط النفسي الناتج عن تربية الأبناء تحت السيطرة حتى لو أصبح الأطفال متمردين خاصة خلال فترة المراهقة فالمراهقون يميلون إلى التصرف بطريقتهم الخاصة وعلى الوالدين أن يفهما ماذا يجري داخل عقل المراهق وهناك عدة طرق للتعامل مع الإجهاد والضغط النفسي الناجم عن تربية الأبناء كجعل المنزل نظيفاً ومنظماً بشكل دائم والاعتناء بالمزروعات المنزلية والحديقة فالمجهود البدني يساعد في التخلص من التوتر والطاقة السلبية , وكذلك بالمقابل الاسترخاء أثناء الراحة وتناول وجبة إفطار جيدة والأهم تنظيم الوقت ووضع جدول زمني للقيام بالأعمال والانخراط في حلقات اجتماعية داعمة وخاصة إذا كان لدى الأبوين أطفال في سن الدراسة وذلك بالتواصل مع آباء آخرين للاستفادة من خبرتهم.
إن ممارسة هذه الأنشطة تساعد في تخفيف التوتر النفسي الناتج عن تربية الأبناء والتخلص من الآثار السلبية لها ،وستؤدي إلى نمط حياة أكثر سعادة وراحة وهذا سينعكس على الأبناء أيضاً .
العروبة – منار الناعمة