كان ومازال دور المرشد التربوي هاما في دعم وتنمية قدرات الطلاب المختلفة ، وازداد هذا الدور خلال فترة انتشار فايروس كوفيد 19 ..
وأصبح هذا الدور رئيسيا ومحوريا لا يمكن الاستغناء عنه ، وذلك من خلال التواصل مع أهالي الطلاب وتقديم الإرشادات اللازمة لهم عن كيفية التعامل مع أبنائهم الذين يواجهون صعوبة في التعلم خاصة مع انتشار الفايروس بطريقة مخيفة ..
لذلك من الضروري العمل على تفعيل دور المرشدين التربويين من خلال إيجاد طريقة مباشرة ليتفاعل معها الطلاب وأهاليهم مع المرشدين لكي يقدموا لهم الاستشارة اللازمة التي توصلهم إلى بر الأمان.
ليال مصطفى ” مرشدة اجتماعية” أوضحت أن أهم الآثار النفسية والسلوكية والاجتماعية التي أوجدها انتشار الفايروس على الطلاب هو القلق والعصبية والملل والاكتئاب والانطوائية والعزلة…
وليد الحسن والد الطالب قصي قال : ابني في الصف الخامس يعاني منذ فترة من القلق ليلا إضافة إلى الغضب والبكاء مؤكدا أنه ووالدته لم يعرفوا كيفية معالجة الأمر، مشيراً إلى قيامهم باستشارة مرشد تربوي .. والذي قام بالحديث مع ابنهم يوميا والاستماع إليه ، كما طلب من والدته تنفيذ بعض النشاطات معه، وعدم الضغط عليه في مسألة الدراسة، وإعطائه مساحة للتعبيرعن نفسه، الأمر الذي أدى إلى تلاشي هذه المشكلة.
وأكدت المرشدة الاجتماعية أهمية تخصيص حصص للإرشاد التربوي من أجل دعم وتنمية قدرات الطلاب، وتلافي الوقوع في المشكلات ومعالجتها فور حصولها، وطالبت بتفعيل دور المرشد في المدارس ..
السيدة عليا والدة الطالب مجد أشارت إلى أن مدرسة ابنها مهتمة بتفعيل دور المرشدين التربويين في العملية التعليمية، وأضافت : ازدادت في هذه الفترة الحرجة أهمية تواصل المرشد مع أهل الطالب في حال كانت تواجههم أي إشكالية مع أبنائهم، وتقديم المشورة اللازمة.
وأكدت أن خدمة الإرشاد التربوي متفاوتة من مدرسة لأخرى، فهناك مدارس حريصة على تفعيلها وهناك بعض المدارس أدوار المرشدين فيها شبه مغيبة.
الطالب تميم قال : يجب أن تخصص حصة للإرشاد التربوي أسبوعيا يناقش فيها المرشد مواضيع وقضايا مختلفة، من أبرزها التكيف مع الظرف الراهن والاستغلال الأمثل للوقت مع العائلة، والاستخدام الآمن والصحيح للتكنولوجيا منوها إلى أن أي طالب تراه المرشدة بحاجة إلى مساعدة، يتم تحديد موعد خاص له خارج إطار الحصة الأسبوعية.
عدنان ولي الطالب أشرف أشار إلى أن بعض المدارس ترى أن عمل المرشد التربوي مبالغ فيه رغم انتشار الفايروس أكثر .. وبين أن المرشد التربوي يساعد الطلاب على حل مشاكلهم واكتشاف قدراتهم وذواتهم ومواهبهم، وتعديل وتقويم سلوكهم، فضلا عن مساعدتهم في تخطي ظروف صعبة سواء أسرية أو اجتماعية.
وأكدت المرشدة الاجتماعية على دور المرشدين التربويين بهذه المرحلة الاستثنائية في التواصل مع أولياء الأمور وتقديم النصائح لهم مؤكدة على دور الأسرة التي تقع عليها مسؤولية كبيرة أيضا .. وضرورة تفعيل الحوار داخل الأسرة ، والخروج إلى الحدائق العامة والقيام بأنشطة ثقافية لمناقشة قضايا من أجل إبعاد الأبناء عن الألعاب الإلكترونية.
وبينت أنه على الأسرة أن تساهم إلى جانب المدرسة في إعداد الفرد وبناء شخصيته وتنمية مهاراته وتعلمه الانضباط والحوار واحترام الوقت وغيرها من الأمور، وذلك بخلق الأجواء الأسرية المناسبة
و أن المدارس تشكل للطالب الجو الآمن والصحي، ومن خلالها يتمكن من صقل مواهبه وإبراز شخصيته، لكن في ظل خوفه من تداعيات انتشار الفايروس أصبح هناك ازدياد بحالات التوتر والقلق والضغوط النفسية والاجتماعية على الطالب وذويه .
وأشارت إلى أن العديد من الأهالي يواجهون صعوبة في التعامل مع أبنائهم بهذه الأثناء، ويحتاجون إلى استشارات من المرشدين لكي يستطيعوا تجاوز الآثار التي خلفتها الجائحة على أبنائهم.
وأكدت ضرورة اهتمام مديرية التربية في دعم عمل المرشدين التربويين ليتمكنوا من ممارسة مهاراتهم في إرشاد الطلاب في ظل التغيرات التي طرأت على كافة المجالات .
بشرى عنقة