صنعت حرب تشرين التحريرية بانتصاراتها تغييرا حقيقيا في الواقع العربي بعد نكسة حزيران وأحيت الأمل واستعادت الكرامة .. تحل ذكراها هذا العام والعالم يشهد انتصارات الجيش العربي السوري في مواجهة أعتى وأشرس حرب شنت في التاريخ الحديث على دولة من قبل تنظيمات إرهابية ضمت في صفوفها عشرات الآلاف من المرتزقة والتكفيريين جاؤوا من أكثر من 80 دولة وبدعم لوجستي واستخباراتي وتسليحي من الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي وبعض عملائهما في المنطقة.
وانطلاقا من عقيدة عسكرية وطنية يتمثلها رجال الجيش العربي السوري قولا وفعلا رفعوا في ساحات المعارك ضد الإرهاب على امتداد ساحات الوطن رايات النصر يجترحون أساليب قتالية وتكتيكات عسكرية شكلت دروسا مثمرة، كيف لا وهم الذين أسسوا في حرب تشرين التحريرية لزمن الانتصارات فكانت حروفها من نور ترسم مجد فجر تليد في سجل النضال الوطني لسورية.
واليوم في ذكرى حرب تشرين التحريرية نلتقي مع رئيس وبعض أعضاء رابطة المحاربين القدماء في حمص الذين شاركوا في هذه الحرب التي أصبحت منعطفا هاما في تاريخ بلدنا ..
العميد الركن المتقاعد منذر اليوسف رئيس الرابطة قال: كانت حرب تشرين مختلفة المضامين عن غيرها مما استدعى الإعداد لهذه الحرب من خلال إتباع عدة أساليب لتدريب المقاتلين على خوض كافة أنواع المعارك وفي كافة الظروف وبعد التنسيق مع الجيش المصري الشقيق تم الاتفاق على ساعة الصفر.. حيث بدأ الطيران السوري بقصف مرصد جبل الشيخ و إخماد أدوات الرصد الفعالة وتدميرها ثم بدأت رميات المدفعية على كافة قطاعات الجبهة “الشمالي- الأوسط -الجنوبي ” حيث دكت حصون ومواقع ونقاط استناد الجيش الإسرائيلي ثم تقدمت القوات البرية تحت حماية نيران هذه المدفعية وعبرت الخندق م/د والذي كان من الصعب عبوره حسب زعم قيادة العدو الإسرائيلي , وهو ما يسمى عندهم خط آلون وتم دخول القوات السورية إلى عمق هضبة الجولان وتدمير كافة النقاط والمواقع بعد عبورها الثغرات التي يتواجد فيها العدو بعد انسحابهم وتحقيق المهام الموكلة لهذه التشكيلات كما تم أسر عدد كبير من الجنود الإسرائيليين .
ووصل عدد من التشكيلات السورية إلى معسكر يحوي أقوى وأضخم فرقة دبابات عسكرية إسرائيلية “فرقة 36 دبابات” حيث تم تدمير هذا المعسكر والقضاء على أغلب الأسلحة المتواجدة وأسر قسم كبير من عناصره ,و تم القضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر حسب زعمهم حيث تمت هزيمته ودحره من قبل القوات العربية السورية وخسر عدداً كبيراً من جنوده وآلياته.
على الصعيد السياسي أصبح لسورية اسم كبير في المحافل الدولية وأنها تملك قرار السلم والحرب وتستطيع استرجاع كافة الأراضي العربية المحتلة، هذا الجيش العربي السوري الذي خاض حرب تشرين التحريرية أبناؤه وأحفاده اليوم لا يزالون يخوضون أشرس وأقوى المعارك ضد الإرهاب حتى تحرير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب,وهذا كله يعود إلى تلاحم الجيش والشعب …
العقيد الطيار المتقاعد محمود عبد السلام قال : قبل حرب تشرين التحريرية قمنا بإسقاط طائرتين حربيتين فانتوم وميراج في 13 أيلول وأثبتنا أن الطيارين الإسرائيليين جبناء وفي حرب تشرين التحريرية قمنا بـ 83 طلعة قتالية طيران فوق البحر وبتغطية المطارات الجنوبية أثناء تنفيذ مهامها في الأرض المحتلة من أجل العودة والهبوط للطائرات أثناء الحرب وقمنا بعمليات استطلاع فوق الأراضي المحتلة ومن مهامها تغطية وحماية سد الرستن من الطيران الإسرائيلي .
كما كلفنا بمهام ليلية فوق البحر وقمنا بإعلام القيادة عن القطع البحرية المعادية وتحديد أماكنها من أجل اتخاذ قرار بتدميرها ، وكنا نتسابق لمقاتلة ومواجهة العدو الإسرائيلي على عكس الطيارين الإسرائيليين وهذا فخر للطيارين السوريين .
العقيد المتقاعد محمد جلال رحيمة ضابط دفاع جوي قال : شاركت بحرب تشرين التحريرية وكنت قائد مجموعة مدفعية مضادة للطائرات في مدينة درعا وفي يوم السادس من تشرين توجهت 20 قاذفة قنابل من نوع “سيخوي” باتجاه الأراضي المحتلة واشتعلت الأرض بالنيران وعادت الطائرات إلا واحدة وبعد عشر دقائق لاحقت طائرات معادية طائراتنا واشتبكت معها وسائطنا فتم فتح النار بغزارة وتم إسقاط طائرتين فورا ً بينما حاولت الطائرات المعادية الأخرى الارتفاع للأعلى فتصدت لها صواريخنا المضادة للطيران وتم إسقاط ثلاث طائرات وفي اليوم التالي هاجمت أسراب من الطائرات المعادية مواقعنا فتم إسقاط ثماني طائرات وفي اليوم الثالث أغارت طائرات العدو على مواقعنا لكنها لاذت بالفرار خوفا ً من وسائط الدفاع الجوي وتم أسر عدد من الطيارين الإسرائيليين.
لقد كانت الروح المعنوية لمقاتلي الدفاع الجوي عالية جدا ً بفضل تلاحم الجيش والشعب حيث كان أهالي درعا يقومون بتزويد المقاتلين بالطعام ..
لقد استبسل أبطال الدفاع الجوي في الحرب واضعين نصب أعينهم قول القائد المؤسس حافظ الأسد (الشهادة أو النصر ) وتسابق الجميع للشهادة.
لقد كانت حرب تشرين التحريرية مفخرة للعرب والعروبة وكانت رمزا ً من رموز التضحية والفداء، لقد سطر المقاتلون الشجعان بدمائهم صفحات النصر وتم إسقاط 250 طائرة معادية في حرب تشرين التحريرية.
واليوم جيشنا البطل يقاتل ويقدم التضحيات كرمى عيون الوطن ، بالتلاحم مع الشعب الذي آمن بقدرات هذا الجيش الباسل .. سيبقى جيشنا وشعبنا الصخرة الصامدة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في وجه الإرهاب والإرهابيين والنصر لجيشنا والرحمة لشهدائنا الأبرار.
بشرى عنقة – هيا العلي