أشياء كثيرة تحبطنا وتثقل علينا وكأنها جبل فوق رؤوسنا في واقع مخيف خشن يعج بالمتناقضات يطاردك بجدبه المادي وفقر الحال المضني ، وجحيم حرب نفثت كوارثها و حصارها في كل معالم الحياة.
والتوحد بالوضع المعيشي الصعب هو صفة يحتمي بظلها الفقراء والباحثون عن اللقمة الحلال ولا يقربها من اعتلوا موجة الأزمة وتاجروا بأحلام الفقراء ونهبوا وأكملوا سلسلة الخراب التي أطاحت بطوفانها أحلام الشباب وأرزاق العباد وكل الأشياء الجميلة التي تبعثرت كورقة في مهب ريح لا ترحم .. المعاناة كبرت والجروح تقرحت ومفارقات مريرة فيها زيف وخداع ولعب على أحلام الفقراء الذين لم يعودوا يملكون دفعاً لكوارث اقتصادية واجتماعية تجتاح حياتهم وتزيحهم إلى الخلف عشرات السنوات …
الميزانية البيتية باتت فقيرة جداً لم تعد كافية لتلبية احتياجات طفل صغير… هذا الطفل لا تستطيع أن تمنحه إلا قلبك الموجوع وتدخله بعدها في عقاب قاس مع وضع مادي بائس… لا حليب لا حلوى لا ألعاب… والأسى كله نقرأه في عيني أطفال صغار بعمر الورود يهدرون أوقاتهم وبراءتهم في نكش القمامة لاستخراج البلاستيك والكرتون ومواد أخرى… فأية طفولة يحيونها و تضمد جروحهم المبكرة.
و أمهات على الطرف الآخر فقدن المعيل يرفضن الاعتراف بالحاجة أمام من يعطيهن إياها تسولاً .
و شر البلية أن تتابع حين حضور الكهرباء محللا اقتصادياً يتشمم و يتنسم مشاكلنا بقدرة منصبه و موقعه بظرافة و طرافة و عين فاحصة و رقة بالغة في تطويع السوق, و السوق وفق ما تشتهي رياح المسؤولين القابعين في مكاتبهم و هؤلاء يزيدون في الطنبور نغماً أمام سوق بسط أجنحته و علت أصوات باعته بما يناقض تصريح المسؤول و يدحض تهديداته و هو ” المسؤول” قد ظن نفسه ” بيضة الديك ” التي لا تتكرر و كلامه يقال مرة واحدة لا يعاد و إلى التنفيذ فورا…و بيوض الديكة كثرت و تكاثرت و باتت تحتاج إلى تصريف و دراسة الوافر منها لتوزيعه على المحتاجين.
العروبة – حلم شدود