البطاطا لم تعد غذاء للفقير وغابت عن موائدنا.. 3800طن سعة وحدتي السورية للتجارة.. والصالات خاوية منها … ؟! الفلاحون: ادعمونا لنعود إلى دورة الإنتاج ..
شرح أسباب ارتفاع أسعار البطاطا من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي كما قرأنا في مواد صحفية منشورة في مواقع رسمية ,لم ولن يؤدي إلى انخفاض أسعار البطاطا مهما خاضت الشروحات في التفاصيل ,فالمواطن لن يستطيع شراء كغ واحد من البطاطا (غذاء الفقير ) بأقل من 2000ل س ,والتوقعات بانخفاض الأسعار مع توفر بطاطا العروة الخريفية (قلع جديد) في الأسواق لم تكن صائبة ,بل أسعارها مرتفعة أكثر من البطاطا المخزنة في البرادات .
صالات السورية للتجارة في حمص خاوية من أي حبة بطاطا ورغم قرار منع تصدير البطاطا بدءاً من 1/10/2021حتى 1/3/2022 إلا أن أسعارها واظبت على التحليق ولم يتم استيراد أي كمية من دول الجوار وقد برر اتحاد غرف الزراعة السورية ذلك بعدم الجدوى فأسعار البطاطا مرتفعة في دول الجوار عدا عن ارتفاع تكاليف الشحن بحسب تصريح رئيس اتحاد غرف الزراعة لموقع رسمي …
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا وبقوة: لماذا ارتفع سعرها وما هي الحلول الممكنة؟!
سألنا بداية عددا من الفلاحين ,فرأى أبو محمد من ريف القصير أن تكاليف الإنتاج ارتفعت كثيراً سواء أسعار أجور الفلاحة بسبب ارتفاع أسعار المازوت أو ثمن المبيدات الحشرية والسماد و ثمن البذار ,عدا عن ارتفاع أجور اليد العاملة وأجور الشحن .
باعها التاجر بـ 1600
فلاح آخر من قرية دبين رفض الإدلاء باسمه قال: قمنا ببيع كيلو البطاطا التي خزنت في البرادات الصيف المنصرم بمبلغ 400ليرة للكغ الواحد بينما باعها التاجر الذي خزنها بـ 1600ليرة كحد أدنى, علماً أنني أملك غرفة تبريد قرب منزلي إلا أنني لم أستطع تخزين إنتاجي من البطاطا بسبب التقنين الكهربائي وعدم توفر المازوت فلماذا تمت مراعاة منتجي التفاح ببرنامج تقنين كهربائي منتظم للبرادات 3ساعات قطع و3 ساعات وصل ؟… ولم تتم مراعاة منتجي البطاطا ,لو فعلوا معنا ذلك خلال شهري حزيران وتموز لمنعوا خسارة كبيرة وقعنا بها لاحقاً…
وأضاف : مثلي مثل الكثيرين عزفت عن زراعة العروة الخريفية لأن خسارتي في العروة الصيفية كبيرة ,ولم تشتر المؤسسة السورية للتجارة من الفلاحين .. وما نأمله أن تتم إعادتنا إلى دورة الإنتاج بمساعدتنا في برنامج تقنين كهربائي يساعدنا على تخزين المحصول ومنعه من التلف ودرءا للخسائر التي تخرجنا من دورة الإنتاج كما حدث معنا في الموسم الصيفي فلم نزرع العروة الخريفية.
الواقع شيء آخر..
فرع المؤسسة السورية للتجارة يملك وحدتي تخزين ,السعة التخزينية النظرية لوحدة تبريد الوليد 3000طن ومؤلف من 24 غرفة تبريد ,ووحدة الصناعة مكون من 8 غرف والسعة التخزينية النظرية تبلغ 800 طن ويوجد مولدات كهربائية وتتوفر مخصصات مازوت لها …
قصدت فرع السورية للتجارة في حمص” الكلام للمحررة” لأسأل عن البطاطا وفي رأسي كل التساؤلات والاستفسارات و”الفضائح إن صح التعبير” التي زكمت أنوفنا وتم نشرها في مواقع رسمية ومنها سرقة 440 طن بطاطا من مخزون وحدة الوليد العام المنصرم وتلف نصف كمية التفاح التي خزنت والكلام كله عن العام المنصرم بحسب التقرير التفتيشي الذي نشر تفاصيله موقع رسمي كما ذكرت …سؤال واحد كان يلح في رأسي وهو عدم مشاهدتي في هذا الموسم أي حبة بطاطا في صالات السورية للتجارة وضرورة معرفة الكميات المخزنة هذا العام ومقارنتها بكميات العام المنصرم.
سألنا مدير التسويق في فرع المؤسسة المذكورة المهندس علاء السالم عن عدم وجود البطاطا في صالات الفرع فقال: لم نخزن البطاطا هذا الموسم مستنداً إلى كتاب رسمي صادر عن الإدارة العامة يبين مضمونه أن الإدارة العامة كلفت فرعي درعا والسويداء بتخزين المادة في وحدات الخزن والتبريد كون الإنتاج الجيد الصالح للتخزين موجود في تلك المحافظتين ..
وأضاف : مهمتنا دعم الفلاح وذلك باستجرار المادة منه بسعر مقبول بالنسبة له وإعفاؤه من أجور نقل المادة إلى سوق الهال ومن “الكمسيون” الذي يأخذه التاجر في سوق الهال , وكذلك دعم المستهلك بالتدخل الإيجابي بطرح المادة بأقل من سعر السوق .
هذا ما أجابنا به مدير التسويق ويبدو جوابه معقولا … ولكنه (لا يطعم بطاطا ) ففرع السورية للتجارة في حمص لم يتسوق أي كغ ولم يخزن ولم يبرد… أسئلة لا جواب لها مما يجعلنا نتساءل هل لهذا القرار هذا العام علاقة بفضيحة سرقة 440طن من وحدة تبريد الصناعة مما خزنته السورية للتجارة العام المنصرم ؟الجواب عند أصحاب القرار والمعنيين بالأمر…
تحقيق :ميمونة العلي