نبض الشارع …المواطن ..حمال الأسية

كثرت الحرائق والإهمال واحد… تسرب غاز ،تماس كهربائي، سخانة كهربائية ،وأشياء أخرى يحاكي خطرها المثل القائل :« معظم النار من مستصغر الشرر »…
حرائق بالجملة نسمع بها بشكل أسبوعي ،والخسائر لا تعوض بثمن ،ضحاياها أطفال بعمر الورود ،وعائلات بأكملها ،ومآسٍ تبكي الحجر يقف وراءها قلة التوعية والخبرة وعدم المبالاة والدراية الكافية تعيد المفجوع إلى نقطة الصفر ،والماديات يمكن أن تعوض لكن الثمن غالباً يكون أطفالاً لا يعوض فقدهم أموال العالم كله …
وبالطبع ،كل مأساة صغيرة هي جزء من مأساة أكبر والحرائق التي تحصل بين الفينة والأخرى هي جزء من الأزمات التي تراكمت فوق رؤوسنا وكل واحدة هي امتداد للأزمة الأخرى ،فأزمة المازوت هي من قادت المواطن المسكين إلى استغلال وقت مجيء الكهرباء وإشعال المدفأة الكهربائية أو مدفأة الغاز إن توفر الغاز باعتبار الرمد أفضل من العمى ،دون تقدير خطورة الموضوع أو الوقوع بالمحظور في حال حدث إهمال بسيط …وكل أزمة من هذه الأزمات هي قرينة شيوع الاحتكار وضعف الرقابة والمحاسبة وتقصير المعنيين في توفير حاجات المواطنين وتصريحات المعنيين الخلبية باتت للتندر والضحك على اللحى …
بمعنى أن آفات الفاسدين هي من دفعت المواطن إلى اعتياد سلوكيات ودفاعات لم تكن بحسبانه مع شيء من انعدام “اعقل وتوكل “ليكتمل النقل بالزعرور ولتكبر الكارثة ولتتخطا حدود “أزمة وبتعدي “بمعنى أزمة قابلة للزوال…
تكيفنا مع البرد ،ومع القلة ،التي فرضتها الحرب لكن صعب جداً أن نتكيف مع الفساد الذي بدأ ينخر في بعض مفاصل الإدارات و يفرض علينا وكأنه أمر واقع لا رجعة فيه وكنا نتوقع جرعات محتملة تنقل المواطن الذي يعاني من الغلاء الفاحش إلى أزمة المازوت والغاز و الكهرباء وكل أزمة تشكل ضغطا أكبر من الثانية ،…لكن ما تمنيناه لم ندركه بعد …
ومصائب قوم عند قوم فوائد «فالمستفيدون من الأزمات كثر» والجمرة لا تحرق إلا محلها أو موضعها والمسؤولون لن ولم يشعروا بثقل المصاب والضيق الذي سيلازم المفجوع ورطوبة أنفاسهم تذهب مع دخان الفاجعة وكأنها زوبعة في فنجان والنار لا تحرق إلا صاحبها وفهمكم كفاية .

العروبة – حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار