شبح الأسعار يقض مضجع المواطنين … الاكتفاء بشراء السلع الضرورية واللحوم تغيب عن موائدنا.. -أسعار الحليب ومشتقاته نار كاوية والبيض والفروج يحلقان عالياً..
يمكن لأي شخص يسير في شوارع مدينة حمص أن يكتشف موجة غلاء الأسعار التي تتكرر بين الحين والآخر وتداعياتها على الأسر التي بات أفرادها يعملون ليلاً ونهاراً من أجل تأمين قوت يومهم ومحاولة النجاة من عواقب الغلاء الذي طال كل شيء .
وللأسف اتجهت أسعار المواد الغذائية إلى الارتفاع بعد رفع سعر الغاز والمازوت المباع للصناعيين والمزارعين والحرفيين ، ورفع أسعار الكهرباء أيضاً ,مما يعني أيضاً أن التاجر سيلجأ إلى زيادة الأسعار من أجل تعويض الزيادة الحاصلة على أسعار المازوت كون مادتا الغاز والمازوت وحتى الكهرباء تدخل في معظم عمليات الصناعة إن لم يكن كلها ، خصوصاً الصناعات الغذائية وأهمها
( الألبان والأجبان ) كذلك المداجن وحظائر الأبقار والأغنام كونها تحتاج إلى تدفئة شتاء ، وكلها مصاريف تدفع التاجر لرفع الأسعار وزيادة الربح .
أبو أمجد ” موظف ” قال : كل المواد يزداد سعرها مباشرة مع ارتفاع أسعار المحروقات أو مع كل زيادة في الرواتب للموظفين فقد وصل سعر كيلو البطاطا 2000 ليرة وسعر كيلو البندورة 1000-1100 وكليو الفاصولياء 3600 ليرة في حين نشرة الأسعار التي تنشرها حماية المستهلك مختلفة تماماً وبعيدة عن الواقع فهل يعقل هذا ؟ وماذا يفعل الموظف كي يعيش ؟!!
أم أنس ” ربة منزل ” قالت : تكلف المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والأرز والسكر والزيت والعدس ما لا يقل عن 120 ألف ليرة وهو ما يتجاوز بكثير متوسط الرواتب “للكثير من المواطنين ” لإطعام عائلة لمدة شهر وتساءلت : ماذا نأكل نحن وأولادنا وهل كتب علينا النظر إلى واجهات محال الخضار والفواكه والحسرة تملأ قلوبنا لعدم قدرتنا عن تدبير أمر طعامنا اليومي !!
وأضافت منال : ” ربة منزل ” الكارثة الكبرى التي نعيشها حالياً وهي غلاء المواد الاستهلاكية والغذائية الرئيسية التي انعكست على أطفالنا ونوهت إلى أنها باتت تشتري الخضار ( بالحبة ) والضروري منها فقط وأنها استغنت عن الكثير من أنواع الطعام.
-صاحب محل قال : تراجعت نسب المبيعات لدي بشكل كبير نتيجة لخروج عدد كبير من الزبائن ” ذوي الدخل المحدود ” من قائمة المستهلكين ، وتخلي الكثير من العائلات عن معظم حاجياتها واكتفائها بالقليل والضروري فقط .
وأضاف : المواطن أصبح يشتري ما هو محتاج إليه وألغى الكثير من أساسياته اليومية ومعظم الأهالي تخلوا عن شراء اللحوم والفواكه واكتفوا بشراء الخضار القليلة ، منوهاً بأن معظم الأسر تخلت عن شراء الحليب ومشتقاته لارتفاع أسعارها.
يقول أبو مصطفى أصبح سعر كيلو اللبن 2100 ليرة وكيلو اللبنة ( البلدية ) 8000 ليرة وسعر كيلو الحليب 1800 وكل يبيع على هواه .
فهل يستطيع المواطن مجرد التفكير بشراء هذه المواد التي كانت من أولويات معيشته وخاصة للأطفال وأضاف : تم الاستغناء عن مادة البيض أيضاً,فهل نعيش حلماً أم كابوساً ، لقد أصبح سعر البيضة الواحدة 400 ليرة ووصل سعر ( صحن البيض ) إلى ما يقارب 11000 ليرة ..
أم فواز ” موظفة ” قالت : نسينا شكل اللحوم الحمراء وحتى البيضاء فمجرد التفكير في شرائها يعتبر ضرباً من الجنون فهل يعقل أن يصل سعر كيلو الفروج إلى 7500 ليرة وبالتالي عند محاولة أي عائلة شراء فروج عليها التفكير بدفع على الأقل 19000 ليرة ونوهت إلى أن معظم الأسر باتت تقسمه إلى 4 أجزاء لاستخدامه في عدة طبخات فإلى أين وصل بنا الحال ، وأين دور الجهات المعنية ، أم أنه على المواطن الفقير مواجهة مصيره بنفسه فقط ؟.
بشرى عنقة