مع ارتفاع أسعار الأدوية .. المرضى ما بين العجز عن دفع الفاتورة والتوقف عن أخذ العلاج.. فقدان بعض أنواع أدوية الأمراض الخطرة من الأسواق اختلاف الأسعار بين صيدلية وأخرى! نقيب صيادلة حمص : قلة في بعض الزمر الدوائية

 ما بين الأسعار القديمة للأدوية و أسعارها الجديدة ، وفقدان الدواء في بعض الصيدليات  وتوفره في أخرى بالسعر ( الحر ) يعيش المواطن كابوس تأمين الدواء ، هذا إن استطاع  دفع فاتورة معاينة الطبيب و يقف  المريض مذهولاً أمام عجزه عن الدفع وأمله في الشفاء البعيد في ظل غلاء سعر الدواء وأحيانا فقدانه من الأسواق.

أجرت “العروبة” استطلاعاً حول أسعار الدواء بعد أن حلقت (كغيره من المواد) والتقت العديد من المواطنين والصيادلة…

سنموت قهراً

أم ظافر سيدة في الستين من عمرها تقف أمام باب إحدى الصيدليات عاجزة عن شراء الابر التي وصفها  لها طبيبها ، فسعر “الأبرة” بالسعر الحر (9) آلاف ليرة لعدم وجودها بالسعر النظامي …وقفنا لنرى ردة فعلها عندما أخبرها الصيدلاني أن سعر مجموع الحقن(45) ألف ليرة فما كان من السيدة إلا البكاء والصراخ من الألم وقالت : لا أملك ربع سعرها .. ولكي  أتمكن من شراء الأدوية سيكون على حساب  قوت أولادي .. ورحلت وهي تتمتم وتتأفف من حظها العاثر.

 أبو قيس في الخمسين من عمره قال : أصبحت أسعار أدوية الضغط والسكري بحاجة  لميزانية خاصة تطغى على حساب طعام أولادنا  ولم يعد باستطاعتنا شراءها, وأضاف: حتى أبسط أنواع الأدوية تم رفع سعرها فهل يعقل أن علبة التهاب صغيرة للأطفال تمر بعدة مراحل للتسعير خلال شهرين فقط من 1700 ثم 3500 ثم 5200 ؟! ، وبالتأكيد حسب السعر الحر 5200 ليرة ، وهذا مثال بسيط لفروقات الأسعار المتزايدة يوميا ً  والمتغيرة باستمرار .

 نحن مظلومون أيضا ً

الصيدلانية  نهى قالت : نعاني نحن أيضا ً ولا نرفع الأسعار عن عبث، فعندما يزورنا مندوب الأدوية ويطرح علينا الأسعار دون تراجع نقف عاجزين ويترك لنا الخيار إن أردنا أخذ  الدواء بالسعر الذي يطلبه أو يرحل  دون الالتفات لمطالبنا، إضافة إلى أنه  يتم تحميل الصيدلاني أدوية غير ضرورية مقابل تزويده بالأدوية المطلوبة من قبله ،  حيث تحولت الإنسانية إلى اللاانسانية عند البعض ممن يتعاملون بمجال تأمين الدواء للصيادلة .

الصيدلاني موفق تحدث عن الأمور الناجمة عن ارتفاع أسعار الأدوية وفقدان بعضها من الأسواق ، وصعوبة تأمينها من وكلاء المعامل، منوها ً أنه يتم بيع الصيدلية علبة واحدة أحيانا ً من نوع  واحد من الدواء بالسعر النظامي، والكمية الأخرى من نفس النوع بالسعر  (الحر) والمواطن يتحمل النتائج كالعادة ..

 الأسعار غير منصفة

 مصدر في أحد معامل الأدوية  فضل عدم ذكر اسمه قال: توقفت بعض المعامل عن إنتاج  عدة أصناف لأن تسعيرتها التي صدرت عن وزارة الصحة غير عادلة وخاصة فيما يتعلق بأدوية الالتهاب، وقد طالبنا بأن ترفع تسعيرتها لتصل 100% لكن جاءت الزيادة مابين 40-50 % فقط وهي غير منصفة لنا .

وأضاف آخر : إن الأسعار الحالية لاتتناسب مع أسعار التكلفة كحد أدنى مما سيتسبب بإغلاق المعامل إن لم يتم رفع أسعار الأدوية ، فالحصار الاقتصادي ساهم بصعوبة تأمين المواد الأولية لصناعة الأدوية مما انعكس على الأسعار .

 صاحب مستودع أدوية قال: إن رفع الأسعار لن يوفر الأدوية لأنه حتى الآن لا يوازي تكاليف الإنتاج وبحال توفرت بعض الأصناف ستظهر الشكوك في مدى فعالية المواد المستخدمة , منوها ً إلى نقص الأدوية الشديد وخاصة  خافضات الحرارة والفيتامينات وعند توفرها تكون أسعارها أكبر من  قدرة المواطن على شرائها .

 و أضاف آخر : لم تسلم  أدوية الأطفال والمسكنات من ارتفاع الأسعار (صداع- خافض حرارة) فأصبح سعر ظرف الأسبيرين 1200 والأوغمانتين 4-5 آلاف ليرة ، والأخطر برأيه فقدان أدوية الأمراض الخطيرة مثل السكري والربو والكلى وغيرها …  

بقي أن نقول:

حاولنا مرارا وتكرارا الاتصال مع نقيب صيادلة حمص الصيدلاني شادي طرابلسي وفي النهاية رد على اتصالنا ، ليجيب على تساؤلاتنا عن أسباب ارتفاع أسعار حوالي 3000 صنف دوائي (كما علمنا) بنسبة تقارب 30 – 50 % ، إضافة إلى فقدان أصناف عديدة من الأدوية من الأسواق ..

لكن للأسف جاءت الإجابات بالعموم ..

قال : هناك قلة في بعض الزمر الدوائية وخصوصا المضادات الحيوية بسبب انخفاض كمية المواد الأولية المتوفرة حاليا لدى المعامل وتأخر وصولها من مصادرها حيث انخفض إنتاج هذه المواد عالميا بسبب انتشار وباء كورونا .

وعن قيام الصيادلة باحتكار أصناف من الدواء قال: الصيدلي لا يقوم باحتكار الأدوية أبدا وهذا التعبير مرفوض فالصيدلة مهنة إنسانية أولا وأخيرا والصيادلة يقومون بتأمين الأدوية للمرضى وكانوا خط الدفاع الأول في التصدي لوباء كورونا وقاموا بواجبهم المهني على أكمل وجه .

وعن مدى توفر أدوية الالتهاب والسكري وحليب الأطفال رغم وجودها بالسعر الحر قال : لا يوجد انقطاع لحليب الأطفال وإنما هناك بعض الأنواع قليلة التوفر ، أما الأدوية النوعية كأدوية الضغط والسكري فمتوفرة ، ويوجد قلة في أدوية الالتهاب للأسباب المذكورة سابقا .

وختم : تقوم الصيدلية المركزية بتوفير الأدوية النوعية والسرطانية المستوردة بشكل نظامي والمحققة لشروط التخزين والحفظ الجيد وتؤدي دورها الخدمي بشكل جيد .  

أخيرا

تزداد أزمة الدواء عمقاً وارتفاع أسعار مأساوية ” الكلام للمحررة ” لتنشط أعمال المهربين الذين يتاجرون بأوجاع المرضى برفع أسعار الأدوية المهربة من الخارج .. وتستمر المعاناة و تستمر الهموم والأوجاع .. .

 العروبة – بشرى عنقة

المزيد...
آخر الأخبار