التسرب المدرسي يهدد مستقبل الطلاب …والأهل والمدرسة معنيان .. مدير التربية: جولات دورية على المدارس لرصد المشكلة وحلها…
مع بداية الفصل الدراسي الثاني تعود مشكلة التسرب للظهور من جديد وهي أقوى المشاكل التي تواجه الأسرة والمدرسة مع الطالب فالتسرب المدرسي مشكلة اجتماعية يجب الانتباه لها والبحث في أسبابها ووضع حلول عملية تسهم في الحد منها وخطرها الأساسي يكمن في لجوء الطالب إلى رفاق السوء وإتباع عادات سلبية، إضافة إلى فقدانه الكثير من العلوم والمعارف التي يتلقاها من الحصص الدرسية وحول هذا الموضوع كان لنا جملة من اللقاءات مع المعنيين مباشرة بهذه المشكلة :
أجمع العديد من المدرسين الذين التقيناهم أن أساس المشكلة هي عدم رغبة الطالب في متابعة تحصيله العلمي حيث يعتبر أن التعليم غير مجد وهذا نابع من عدم ثقته بنفسه .
أما المدرس محمد الظاهر فكان له رأي آخر وهو وجود مشاكل عائلية يعاني منها الطالب مترافقة مع سوء العلاقة بين المعلم والطالب وعدم وجود قنوات للتواصل والحوار وهنا تظهر مشكلة أن التعليم لم يعد من أولويات اهتمام الطالب .
العديد من مديري المدارس أكدوا على متابعة هذه المشكلة والتي بدأت بالانحسار بعد أن تضاعفت كثيراً أثناء سنوات الحرب .
وأكدت مديرة إحدى الثانويات أن متابعة الطلاب المتسربين والمتغيبين عن المدرسة مستمرة وذلك بالتواصل مع الأهل لمعرفة أسباب المشكلة منذ بداية العام الدراسي وذلك كنوع من التدخل المبكر إضافة إلى إنشاء علاقة صداقة مابين المدرسين والطلاب وخاصة الطلاب الكسالى والذين لا يرغبون بالتعلم فعبر علاقة الصداقة تصل المعلومة للطالب دون أن يشعر.. و الطلاب هم صلة الوصل بين المدرسة والأهل فإن كانت هناك مشكلة فمحورها الطالب ولا تحل إلا بتشارك الأطراف الثلاثة .
يؤكد سامر خضور والد أحد الطلاب كالعديد من الأهالي أنه يتابع ابنه منذ بداية العام الدراسي وهناك تواصل دائم مع إدارة المدرسة والمدرسين لإيجاد الحلول للمشاكل إن وجدت .
امتثال والدة أحد الطلاب قالت: منذ بداية العام الدراسي لاحظت أن ابني وهو في الصف العاشر لا يرغب بالذهاب للمدرسة ولدى متابعة الأسباب تبين أنه لا يرتاح في شعبته ولامع الزملاء الجدد الذين أصبحوا معه في المرحلة الثانوية ولذلك حاولت نقله لشعبه ثانية وقد تغير الوضع كثيراً فالطالب الذي لا يرتاح في صفه أو مع زملائه لا يمكن أن يستوعب دروسه مهما كان مستواه العلمي، ولذلك على الأهل والمدرسة متابعة التفاصيل اليومية للحياة المدرسية كي نتلافى مشكلة أخطر وهي التسرب من المدرسة.
أما بالنسبة للطلاب فقد أكد معظم من التقيناهم في مدارسهم أنهم لا يفكرون بالتسرب من المدرسة فهي منبر للعلم واكتساب المعرفة ولتكوين صداقات عديدة بعيدا ً عن الإطار الأسري المحدود.
وعند سؤالهم عن طلب المساعدة إذا تعرضوا لمشكلة أكدوا أنهم أول ما يتجهون إلى المدرسة وبالتحديد المدرس المحبب لديهم والذي هو مصدر ثقة وبنفس الوقت يقدم المساعدة .
وحول رأيهم بالتسرب المدرسي وهل فكروا به تباينت الآراء بين معارض ومؤيد إذا وجدت الأسباب فمعظم المتسربين برأيهم هم من الكسالى جداً أو ممن لديهم مشاكل مع الكادر التدريسي أو الإدارة والتسرب هو الحل بالنسبة لهم خاصة أنه لا يوجد متابعة من الأهل .
وفي لقاء مع مدير تربية حمص وليد المرعي للحديث حول هذه الظاهرة والإجراءات المتبعة للحد منها قال:فيما يخص ظاهرة التسرب تم القيام بجولات على مدارس الحلقة الأولى والثانية للاطلاع على أعداد المتسربين وكيفية التعامل هذه الظاهرة وذلك من خلال :
– إحصاء أعداد المتسربين في كل مدرسة من قبل مشرفي التعليم الإلزامي .
– قبول كافة التلاميذ المنقطعين / المتسربين / في أي مدرسة يرغب الأهل فيها لإلحاق أولادهم بموجب موافقة من مديرية التربية / شعبة التعليم الإلزامي /
– التواصل مع الأهل ولجان الحي لمعرفة مكان إقامة التلاميذ المتسربين من المدرسة من أجل عودتهم إليها .
– تشجيع التلاميذ على العودة إلى المدرسة.
– التعاون مع بعض الجمعيات الخيرية و التواصل مع الأهل والمدرسة ومديرية التربية عن طريق مشرفي التعليم الإلزامي للحد قدر الإمكان من ظاهرة التسرب .
منار الناعمة