الحب يطغى بكل ما يحمله هذان الحرفان من معانٍ جميلة، تترجمها التصرفات والتعاملات الحياتية بين الناس ، من ود وبشاشة وتواضع وصفاء واحترام متبادل..
وقد يظهرالحب في أسمى معانيه من خلال العلاقات الإنسانية ، وخاصة الزوجية وحينما يتوقف أحد الزوجين عن أداء دوره الايجابي بهذه العلاقة يقع النشاز باللحن وتصبح هذه العلاقة معزوفة مملة لكلا الطرفين وتبدأ الأوتار في التمزق وتضيع أبجديات المعزوفة الزوجية .
وقد يتساءل البعض: هل يموت الحب ؟
البعض يرى أنه مزيج من المشاعر المختلطة من الانفعال والإعجاب بالآخر بما فيه من صفات مثالية تلقى القبول والإعجاب بها فتنتقل من الشعور بالإعجاب إلى الشعور بالراحة والسكن لهذا الآخر.
ولذلك فالحب بمعناه الطبيعي لا يموت أبداً لأنه موجود بداخل كل شخص ، ولكن ربما يكسوه أحيانا بعض الصدأ ..وتغلفه سحابات الصمت ومشاغل الحياة… مواقف ترسل به للعناية المركزة ويصبح في حالة احتضار.
ولكن من يتأمل ما يحدث بين أي زوجين كان الحب يوماً ما يسكنهما وبصدق وليس بزيف مشاعر، نرى أنه يظهر عند أول كبوة يتعرض لها أحد الزوجين، فلو مرض الزوج.. ستجد أن أول من ستجري وتحاول الاطمئنان عليه زوجته التي أهملها يوماً.. والعكس صحيح أيضاً.. سيظل الزوج بجوار زوجته حتى تمر من أزمتها.. ويذهب أي خلاف خلف جزر النسيان .
ربما يحدث نوع من الجمود العاطفيِ، والذي يكون من حالة التعود على الآخر واعتياد وجوده.. فالحياة أصبحت نمطا روتينيا مقولبا.. فقد حفظ كل منهما الآخر وأصبح الرمز يحل مكان الحرف ، وذلك يكون نتاج طول مدة الزواج (العشرة ) فعرف كل منهما أبجديات الآخر فيقل الكلام وتستبدل مساحته بمعانٍ ووسائل أخرى.. ولكن لابد من القول إنه لا بديل عن الكلمة في أي حال من الأحوال. فالآذن تتوق لسماع الكلمة الطيبة وتؤكدها اللمسة الحانية وتغلفها النظرة الحالمة.. فتكتمل الصورة ويتم التفاعل الصحي الصحيح .
ومع وجود بعض المشاعر السلبية يمكن تداركها بالتفاهم ، و ليس بإلقاء التهم على الآخر واللوم وتحميل الخطأ لطرف دون الآخر ولكن يكون بحسن الاستماع والوصول للب المشكلة والغوص بمعاناة الآخر. فالحل ليس بمحاكمة طرف لطرف بقدر ما هو بحث عن أسلوب يكون قوامه المودة والرحمة ويكون هناك استعداد من كلا الطرفين وعقد لنية تجاوز هذا الوضع العاطفي، والمصارحة بما تضيق به النفس بشكل دوري يقلل من هذا التنافر فالتوافه في الحياة أحياناً تكون أصل جبال المشاكل في حياتنا.
هناك مشاعر دفينة متراكمة في النفس تخلفها الإساءة ، وهي لا تزول وتظل داخل النفس ، وقد تتحول من الشعور إلى اللاشعور وقد يتم ترحيلها من الوعي إلى اللاوعي ، ولكنها موجودة ، ومهما حاولنا إخفائها ستبقى جداراً حائلاً ولو شفافاً بين الطرفين .
قد تكون هناك طريقة للتنفيس عن هذا التراكم الموجود في اللاشعور، قد تكون طريقة انتقامية وقد تريح النفس ولكنها ستقضي على كامل العلاقة ، وستكون رحلة ذهاب بلا إياب.
وهناك طريقة أسهل وهي المسامحة والعفو عمن أساء ، وأن يكون التسامح من القلب وليس باللسان فقط وإيجاد المقدرة على تجاوز ما علق بالنفس .
منار الناعمة