عزوف الطلاب عن القراءة والمطالعة!!

مازالت المطالعة الهدف الأسمى الذي يرتقي بالبشرية نظرا لفائدتها المعرفية ، وذلك رغم التطور الكبير في التكنولوجيا التي أبعدت الإنسان عن الصفحات البيضاء وقيدته أمام شاشة زرقاء مغرية لما فيها من حركة وصوت ومعلومة بالوقت ذاته .

ومما لا شك فيه  أن للمدرسة  الدور المهم في تكوين ثقافة الطالب خاصة إذا زودت بالوسائل الأساسية التي تساعدها في تأدية رسالتها ، فهي تتيح أمام تلاميذها فرص النمو الشامل وتعودهم الاعتماد على أنفسهم وتدريبهم على اتخاذ القرارات واختيار ما يريدونه وتحمل مسؤولية ما يقومون به من أعمال .

وإسهامات المدرسة متعددة خاصة في تنمية عادة القراءة، فالطفل يتعلم النطق السليم في المدرسة ومن خلالها يتمكن من اختيار وانتقاء الكتاب والقصة والمجلة التي يميل إلى قراءتها والإطلاع عليها  لذلك فالمدرسة هي أكثر المؤسسات تأثيرا في نمو الطالب وتوجيهه وصقل شخصيته .

والمشكلة التي تواجه هذه المهمة هي عزوف الطلاب عن القراءة أو المطالعة في كافة المواضيع  نتيجة تعلقهم بالأجهزة الحديثة ، وهذا الأمر اختلف حوله الأهالي والمدرسون ، فهناك العديد من الآراء لمن التقيناهم أكدوا أن المطالعة أصبحت في ( خبر كان ) بعد اعتماد  الكومبيوتر والموبايل على حساب الكتاب .

الرأي الآخر يقول: إن المطالعة هي موهبة أو هواية توجد مع الإنسان وينميها بأي طريقة أو وسيلة ، وقد أكدت إحدى الأمهات أن ابنها يستقي معظم معلوماته المعرفية من المطالعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وهو يقرأ العديد من القصص والروايات والكتب عبر هذه الشاشة .

وهذا يؤكد على أهمية تشجيع  الأهل على  تنمية حب القراءة لدى الأبناء وهي لا تقل عن سابقتها ، وبعض إسهامهم وأبسطه هو إحضار بعض القصص والمجلات الترفيهية أو توجيهه إلى المواقع الالكترونية المميزة والتي تغني معرفته .. وإن كان لدى الطفل ميول للمطالعة فيوجه إلى الكتب الأعلى مستوى أو المواقع الأكثر خبرة ،  وهنا قد يقع في مشكلة عدم وجود مكتبة في المنزل ترضي طموحه الذي يزداد مع الأيام .

فالمكتبة العائلية – إن وجدت – لا تكون أبدا كاملة وكافية لإرضاء حاجات صاحبها، ولهذا تكون المكتبات الأخرى ذات أهمية أكبر كمكتبة المدرسة و مكتبات المراكز الثقافية  أو مواقع التواصل الاجتماعي  ، وبذلك نساهم  بتنمية ميول الأبناء نحو القراءة  في  المنزل وعلى الآباء يقع الدور الأساسي في توعية أبنائهم بأهمية هذه الهواية.

منار الناعمة

المزيد...
آخر الأخبار