الكثير من التساؤلات تدور في أذهان الأهل حول كيفية قضاء أولادهم عطلة مفيدة ، وكيف يشغلونهم بأنشطة تساعدهم على تفجير طاقتهم الكامنة وإعطاء المجال لخيالهم بالانطلاق نحو خلق أفكار إبداعية تعبر عن شخصياتهم ويسبب عدم وجود خطط مسبقة لقضاء عطلة مميزة ببعض القلق لدى الأهل خاصة وأنهم يحاولون تجنب الملل أيام العطل والذي قد يصيب الأولاد أيام الفراغ الطويلة… وبالتالي كيف يضمنون لهم ترفيها مستمرا منذ الصباح حتى المساء؟… ورغم ذلك هناك من يسأل هل من المفيد أو من غير المستحب أن ندع الأطفال يشعرون بالملل؟ تقول المرشدة الاجتماعية سهر المصطفى : أظهرت العديد من الدراسات النفسية والتربوية أن الملل ضروريّ وملائم للأطفال فبدلًا من شعور الأهل بالذنب عند رؤية أطفالهم يشعرون بالملل ، يجب التعرف على الفوائد التي يمكن أن يقدمها لهم هذا وأضافت :عندما يشعر الأطفال بالملل ، يتعلمون أن يصبحوا أكثر إبداعًا ولكنهم أيضًا يتعلمون أن يقوموا بالمبادرات فتتطور لديهم الجرأة على التصرف ويجد الطفل نفسه مضطراً لاختراع نشاط يثير اهتمامه ، وهذا ينمّي لديه الشعور بالاستقلالية والذاتية’ فهو يُترك بمفرده لفترة من الوقت ويجب أن يجد طريقةً يشغل بها نفسه دون الاستعانة بمن حوله.
إنها طريقةٌ لتعليم الأطفال كيف يعتمدون على أنفسهم ، لابتكار عالمهم الخاص بألعابهم الخاصة. الملل يعزز الإبداع
وأشارت إلى أنه ووفقا لإحدى الدراسات فإن الأطفال الذين يشعرون بالملل هم أكثر إبداعًا بعد النشاط الرتيب و الممل وعندما لا يجد أطفالنا ما يفعلونه ، فإنهم يشغّلون خيالهم وربما تكون هذه هي أهمّ مهارة يمكنهم تطويرها’ فالعالم الخارجي يتغير بسرعة ويجب على الأطفال أن يتكيّفوا معه, لذا سيحتاجون إلى الكثير من الإبداع.
وأضافت : قد تدفع أوقات الفراغ والملل الأطفال إلى خوض تجارب جديدة لكن هذه الفكرة غير مريحة للكثير من الأهل لأن ذلك يتطلب تعلّم الثقة المتبادل مع الأهل كون الأطفال لا يُتركون وحدهم و يجب أن نتوقع و نتجنب بعض المخاطر وذلك من خلال الحوار…..
بالإضافة إلى ذلك ، يعلّم الملل الأطفال أن يضعوا الأمور في نصابها وأن يدركوا مكانهم الصحيح ’ فيعي الطفل أنه ليس محور العالم ويجب أن يصنع لنفسه مكانًا ، ويخلق شخصيةً ليست خاضعة في توجيه خياراتها فقط للأهل و يجب أن يتعلم الأطفال إيجاد إيقاع خاص بهم لا يديره آباؤهم للقيام بذلك ، يجب عليهم تحفيز أنفسهم للقيام بالأنشطة ، وحتى القيام بتنفيذ الأشياء الضرورية (دروس ، رياضة ، أنشطة).
وعلى الأهل مساعدة أبنائهم على إيجاد قيمة في حياتهم وتجاربهم الخاصة وعلى تنمية اهتماماتهم ووجهات نظرهم حول العالم مما يجعلهم مستعدين لمواجهة المستقبل بكل تحدياته .
بشرى عنقة