قطاع الدواجن في حمص يحتضر .. مربون : خسائرنا كبيرة والعزوف عن العمل أجدى.. العلي : التوقف عن بيع المقنن العلفي جاء بالوقت الخطأ.. شحود : يجب إيجاد حلول لغلاء الأعلاف ..
منذ عدة أشهر كادت تغيب مادتا الفروج و البيض عن موائدنا لعدم تمكن المواطن من شرائها لغلاء أسعارها و عدم ملاءمتها لقدرته الشرائية وهو واقع نرصده كل يوم, وعلى الجانب الآخر يعلو صوت مربي الدجاج اللاحم و البياض ويستغيثون من شدة الخسائر المتلاحقة التي تطيح بمجهودهم أدراج الرياح..
وأكد عدد من المربين لـ “العروبة” أن البقاء دون عمل أفضل وأكثر جدوى اقتصادية من العمل ولو بالحدود الدنيا للمدجنة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل غير معقول وغير منطقي في الآونة الأخيرة, وأشار آخرون إلى أن استحالة تأمين مستلزمات التدفئة من مازوت أو فحم أودت بفوج الفروج والتسبب بخسارات كبيرة … ويشير مربون صغار أنهم توقفوا عن العمل منذ أكثر من سنة نتيجة الخسائر التي لحقت بهم بينما المربون الكبار والذين كانت الطاقة الاستيعابية لمداجنهم كبيرة يعملون بطاقات منخفضة جداَ لاتشكل ٢٠ أو ٣٠٪ والبعض منهم بدأ بتنسيق القطعان البيّاض الموجود لديهم بسبب الخسائر الكبيرة وارتفاع تكاليف الإنتاج مؤكدين أنهم يتعرضون لخسائر متتالية وهم في تناقص مستمر وستخرج هذه المهنة من الخدمة إذا استمرت الأمور كما هي عليه..
وأكد أحمد كاسر العلي رئيس غرفة زراعة حمص أن أسعار الأعلاف مرتفعة جداَ وجودتها منخفضة وجشع التجار يلعب دورا كبيراَ وبخاصة احتكار المادة ، وللحصار الاقتصادي تأثير مباشر تزيده الظروف الدولية, وأضاف العلي : تأتي خطوة وزارة الزراعة في قرار التوقف عن بيع المقنن العلفي في الزمن الخطأ إذ أنه ورغم قلة الكميات المخصصة إلا أنها تساهم بضبط السعر ولو قليلاَ, وأضاف : نشهد اليوم ارتفاعاَ غير مسبوق بأسعار الأعلاف وعلى سبيل المثال كان سعر طن الذرة مليون و ١٠٠ ألف حاليا مليونين و ٥٠٠ ألف وطن الذرة أصبح ٣ ملايين و١٥٠ ألف…. ويضيف: طالبنا بوضع اليد على مستودعات المستوردين و البيع بالسعر النظامي و لكن وزارة التجارة الداخلية وضعت يدها على ما لدى المعامل الذين اشتروا بسعر مرتفع أصلاَ من المستورد ما أدى لتوقفها عن العمل وطرحنا المشكلة على السيد وزير الزراعة ولم يتم لغايته اتخاذ أي إجراء , وإذا بقي الحال على ماهو عليه نتوقع أن يرتفع سعر الفروج أكثر وانعدام وجوده بالأسواق بحلول عيد الأضحى, وأوضح أن دور الغرفة التوعية وإيصال صوت المربين والتنسيق مع الجهات المعنية لحل العقبات بالإمكانيات المتاحة ويتم التباحث حالياَ مع المعنيين لزراعة سرير نهر العاصي بالذرة الصفراء العلفية بشكل مكثف و نعيد زراعة الصويا في سهل البقيعة وأراضي الريف الشمالي نظراَ للحاجة الماسة و لتخفيف الاستيراد وتوفير القطع الأجنبي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.. الدكتور أحمد شحود رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بحمص أكد أن قطاع الدواجن يمر بأسوأ حالاته لعدة أسباب مترافقة أولها غلاء الأعلاف المرتبط بسعر الصرف وبخاصة الذرة الصفراء و الصويا بالإضافة لارتفاع أسعار الأدوية المرتبطة أيضاَ بسعر الصرف بالنسبة للمواد الفعالة وصعوبة تأمين مستلزمات التدفئة وغلائها بشكل جنوني ، مؤكداَ أن سعر تكلفة الكيلو الواحد من الفروج اليوم تصل إلى أكثر من ٨٠٠٠ آلاف ليرة بالحالة التي تكون المدجنة فيها خالية من الأمراض… وأوضح أن خسارات المربين تجاوزت الملايين في كل فوج وعدد المداجن العاملة حالياَ لايتجاوز ٥٠٠ مدجنة بأحسن الأحوال من أصل ألفي مدجنة مرخصة و ٨٠٠ غير مرخصة.. مشيراَ إلى أن المربين الصغار أغلبهم توقفوا عن العمل, و الكبار يعملون بعشر طاقتهم وقبل الحرب كان نسبة ٢٠ ٪ من سكان سورية تستفيد من العمل بقطاع الدواجن أما اليوم فإن عزوف الكثيرين عن العمل بتسبب بآثار اقتصادية على اليد العاملة أيضاَ.. وأضاف شحود : من المتوقع إذا استمرت الأمور على حالها أن تشهد انهياراَ تاماَ بقطاع الدواجن و خاصة إذا لم يتم علاج موضوع الأعلاف ، وإيجاد سبل لدعم المربين و التوجه نحو زراعة الصويا و الذرة الصفراء عن طريق وضع خطة زراعية مثل خطة القمح..
أخيراَ :
الحاجة أصبحت ماسة لإيجاد حلول تمكن المربين من تخفيف خساراتهم والاستمرار بعملهم ولابد من الأخذ بعين الاعتبار المقترحات التي يقدمها متخصصون بغية الوصول للهدف المنشود وإنقاذ قطاع الدواجن قبل انهياره بشكل كامل .
العروبة – محمد بلول