الإهمال يبقي تلاميذ “منطقة الشحف” بالرستن في منزل مستأجر لا يليق بالعملية التعليمية.. المنطقة دون مدرسة رغم استملاك الأرض اللازمة منذ أكثر من 15 عاما …
منذ أكثر من 15 عاماً تبرع أحد أبناء مدينة الرستن ( منطقة الشحف ) بقطعة أرض مساحتها 2000 متر مربع من أملاكه الخاصة لمديرية تربية حمص لبناء مدرسة ابتدائية ليتعلم بها أبناء منطقته التي تبعد عن أقرب مدرسة في الرستن حوالي 3 كم ، و رغم أن المتبرع قام بجميع الإجراءات القانونية في المصالح العقارية بوهب الأرض لـ “التربية” إلا أن أطفال المنطقة ما زالوا يداومون في بيوت استأجرتها مديرية التربية و لا تصلح لأن تكون مدرسة بحسب شكوى الأهالي وحسب الصور المرفقة .
شعلان حمدان أحد أهالي المنطقة أفاد لـ “العروبة” أن مدرسة سليمان طياوي التي يداوم بها التلاميذ غير مطابقة لمواصفات و شروط المدارس حيث لا يوجد فيها مناهل شرب و لا دورات مياه إضافة إلى أنها غير مسورة و هي أساساً عبارة عن منزل غير مكتمل من حيث الإكساء و يقع في أرض زراعية و في الأيام الماطرة و هي غالبية أيام الدوام المدرسي تكون محاطة بالطين .
مشرف المجمع التربوي في الرستن محمد رحال لفت إلى وجود مدرستين ابتدائيتين الأولى مدرسة الشحف والثانية مدرسة سليمان طياوي المنقولة أساساً من وسط مدينة الرستن بسبب هجرة السكان إلى منطقة المزارع و حاجة المدرسة الأساسية للترميم ، مشيراً أن المدرستين مفتتحتان في بيوت مستأجرة حيث يبلغ عدد تلاميذ مدرسة الشحف حوالي 400 تلميذ من الصف الأول حتى السادس كما يبلغ عدد طلاب مدرسة الشهيد سليمان طياوي حوالي 250 تلميذاً و أكد حاجة المنطقة لبناء مدرسة نظراً لزيادة عدد السكان فيها و لبعدها عن مدارس مدينة الرستن و تمت مراسلة مديرية التربية بهذا الخصوص منذ أكثر من عام .
مديرة مدرسة “الشهيد سليمان طياوي” مريم إدريس قالت إن المدرسة عبارة عن منزل مستأجر يتكون من 7 غرف منها غرفة للإدارة و باقي الغرف للصفوف من الأول حتى السادس و لا تضم المدرسة أية مناهل شرب أو دورات مياه و يوجد فقط “دورة مياه ” خارجية غير مخدمة بالمياه و إنما يوجد إبريق بلاستيكي يستخدمه التلاميذ علماً أن المدرسة مختلطة ، مضيفةً أن التلاميذ يحضرون معهم مياه الشرب لعدم توفرها في المدرسة و يوجد خزان مياه بجانب المدرسة غير موصول بشبكة أنابيب و إنما فقط مركب عليه صنبور.
رئيس دائرة الأبنية المدرسية في “تربية حمص” عبدالله مغربل بين لـ “العروبة” أن بناء مدرسة في المنطقة المذكورة غير مدرج في خطة هذا العام و سيتم العمل على إدراجها في خطة عام 2023 من خلال مديرية الخدمات الفنية مشيراً إلى إمكانية تقديم الأهالي أو مجلس مدينة الرستن طلباً خطياً لـ “المحافظة” في حال الضرورة ليتم تخصيص الميزانية اللازمة و المباشرة بإحداث المدرسة ، كما يحتاج الأمر إلى لحظ المدرسة في المخطط التنظيمي لمدينة الرستن .
رئيس دائرة الأبنية و الصرف الصحي في مديرية الخدمات الفنية أسامة ادريس بين أن إحداث مدرسة جديدة في المنطقة يحتاج إلى التنسيق مع مديرية التربية لإدراج المشروع ضمن الخطة و إعداد الدراسة اللازمة و من ثم الإعلان عنه و بدء التنفيذ مشيراً أن هذه المشاريع تمول من الميزانية الاستثمارية لمديرية الخدمات الفنية و الخاصة بأبنية التعليم .
رئيس مجلس مدينة الرستن حسن طيباني نفى معرفته بالموضوع مطلقاً و طلب حضور الاهالي و المتبرع إلى مقر المجلس لإطلاعه على الأوراق و دراسة إمكانية بناء مدرسة في المكان المذكور ليتم تغيير الصفة التنظيمية و التواصل مع مديرية التربية لمتابعة الموضوع ، مشيراً أنه عند تسلمه مهامه كرئيس لمجلس مدينة الرستن منذ عدة سنوات كان مقر المجلس قد تعرض للتخريب على أيدي العصابات الإرهابية و نهبت جميع السجلات و الورقيات التي كانت موجودة فيه .
بدورنا في جريدة العروبة تأكدنا من صحة تنازل المتبرع عن الأرض لصالح “التربية” و حصلنا على نسخة من بيان القيد العقاري الذي يثبت الأمر و نأمل أن تقوم الجهات المعنية بالأمر من مجلس مدينة الرستن و مديرية التربية و الخدمات الفنية و المكتب التنفيذي في محافظة حمص بمتابعة الموضوع و العمل على بناء المدرسة بأسرع وقت ممكن بما يخفف من معاناة التلاميذ في تلك المنطقة و تشجيعاً لعودة الأهالي إلى منازلهم و استقرارهم فيها .
العروبة – يحيى مدلج