” الحازمية ” … شوارع ترابية تغرق بمستنقعات المياه وحفر فنية مصدر للتلوث البيئي !

قرية الحازمية كغيرها من القرى تعاني العديد من المنغصات والمشاكل وان اختلفت أو تباينت حدتها فما إن تطأ قدماك القرية حتى يراودك الشعور بأنك عدت إلى الوراء سنين , فكل ما فيها يعيدك إلى الوراء من شوارع ترابية ناهيك عن المستنقعات المائية المتراكمة في شوارعها في فصل الشتاء ومن يطلع على واقع القرية يجد مدى المعاناة التي يعيشها الأهالي .
تقع القرية مابين قرية الكاظمية غرباً والزهورية شرقاً وتصل حدودها جنوباً إلى طريق عام حمص سلمية ,وشمالاً إلى محطة الأبقار, دخلت المخطط التنظيمي منذ حوالي 13 عاماً ويبلغ عدد سكانها 4600 نسمة تقريباً ويبلغ عدد العائلات الوافدة إليها حوالي 40 عائلة أغلبهم من الفوعة و30 عائلة من دير بعلبة …

الشوارع ترابية
العروبة قامت بجولة ميدانية في شوارع القرية والتقت العديد من الأهالي ومختار القرية والمهندس عبد الحكيم الرحال رئيس بلدية الزهورية واستمعت إلى همومهم ومشاكلهم حيث اشتكوا من سوء وضع الشوارع مشيرين إلى أن جميعها ترابية ومملوءة بالحفر , وتزداد المعاناة في فصل الشتاء حيث تصبح الشوارع موحلة وتغرق بمستنقعات المياه الآسنة مما يعيق حركة المارة وخاصة طلاب المدارس أثناء ذهابهم وعودتهم من المدرسة..

معاناة مستمرة
وعبر الأهالي عن استيائهم من عدم وجود وسائط نقل مخصصة للحازمية وهذا من أكبر الهموم التي يعيشها الأهالي يوميا مشيرين إلى أن عدم وجود مواصلات أصبح يكلفهم أعباء مادية إضافية حتى يستطيعون الوصول للمدينة يوميا وخاصة في فصل الشتاء و أن أغلبهم من الطلاب والموظفين المضطرين بشكل يومي للذهاب والعودة من و إلى مركز المدينة إضافة إلى طلاب الجامعة الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة , وهذا الأمر بات يشكل هاجساً يؤرقهم ويرهق أسرهم لاسيما في الأوضاع المعيشية الصعبة كما أن بعض الطلاب يضطرون للغياب عن بعض المحاضرات الصباحية بسبب عدم توفر وسيلة نقلخاصة في الظروف الجوية الصعبة وهذا يعرضهم لعقوبات من ( فصل وحرمان من تقديم الامتحانات)

مساوئ كثيرة
لجأ الأهالي للاعتماد على الحفر الفنية بسبب عدم وجود شبكة للصرف الصحي وبرأيهم أن استخدام الحفر لا يعد حلا مجديا نتيجة للمساوئ الكثيرة والأضرار الناجمة عنها وما تتطلبه من عمليات تعزيل وشفط مستمرة ,ولا يستطيع الأهالي تحمل تكاليفها المرتفعة عدا عن تسرب المياه الآسنة منها ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات وتلوث الأراضي المحيطة بالمنازل , ورغم المعاناة منذ سنوات والمطالبات الكثيرة بالمعالجة لكن حتى تاريخه لا حلول مجدية وأضافوا: إن هذه الحفر تفيض منها المياه الآسنة على الشوارع ويزداد الوضع صعوبة في فصل الشتاء ما يتسبب بإعاقة حركة السير والمرور وتشويه المظهر العام أما فصل الصيف فميزته انتشار الحشرات الضارة وزيادة الإصابة بالأمراض وخاصة لدى الأطفال و أن هذا الواقع المرير يضيق علينا ويمنعنا من الجلوس على شرفات المنازل أو فتح النوافذ..
وأشاروا إلى أن تكلفة شفط الحفر الفنية بحدود 50 ألف ل. س وهذه الأسعار مرتفعة وباتت تثقل كاهلهم , وطالبوا بحلول اسعافية كتخصيص صهريج تابع لشركة الصرف الصحي بأسعار مريحة كون الاسعار التي يدفعونها مرتفعة .

معاناة كبيرة
أما بالنسبة للمياه في القرية فقالوا: أكثر ما يضايقنا صعوبة حصولنا على الماء فنحن محرومون منها رغم وجود شبكة ولكننا لم نستفد منها ,ومعاناتنا مع نقص المياه طويلة وبعد كل هذه السنين استبشرنا خيراً بوجود الشبكة واعتقدنا أن أزمة المياه سوف تنتهي و لكن حلمنا توارى و ذهب أدراج الرياح وأشاروا إلى أن تكلفة تعبئة المياه أنهكت كاهل أبناء القرية لعدم استطاعتهم الالتزام بتكاليفها الباهظة وأضافوا كل ما نطلبه مجرد النظر بعين الرحمة لحال القرية و الإسراع بإيصال المياه للقرية والذي أصبح حلما يراود الاهالي حيث يضطر ون إلى شراء المياه ويدفعون مبلغ 1000ل.س ثمن الخزان سعة خمسة براميل.

مواعيد غير دقيقة
كما تحدث الأهالي عن معاناتهم من قلة مخصصات الدقيق وبالتالي مادة الخبز والكميات التي توزع على العائلات قليلة خاصة ان هناك عائلات عدد أفرادها كبير كما أشاروا إلى سوء تصنيع رغيف الخبز والمشكلة حسب قولهم ليست في الدقيق، حيث لا يتم خبزه بالطريقة المناسبة والمطابقة للمواصفات،وطالبوا بتخصيص وقت محدد لمواعيد توزيع المادة , فالخبز أحيانا يأتي في الصباح وأحيانا مساء.

حاجة ماسة
كما تحدث الأهالي عن حاجاتهم لوجود نقطة طبية في القرية حيث يستغرق وصولهم إلى المدينة وقتا طويلا مع وجود حالات اسعافية ومستعجلة ,وخاصة لكبار السن الذين يتم نقلهم إلى المدينة ولكن عدم وجود وسائط نقل قد يتسبب بوفاة المريض .

واقع النظافة سيئ
وأضاف أحدهم : لولا جهود أبناء القرية الذاتية فيما يخص النظافة لغطّت الأوساخ جميع أطرافها حيث أن عدد «البراميل» المخصصة كحاويات للقمامة محدود , إضافة إلى أن الجرار الزراعي يأتي مرة واحدة في الأسبوع فقط, وأضاف :نخشى على أبنائنا من انتشار البعوض والذباب. مما يزيد احتمال الإصابة بالأمراض .

معاناة قديمة
بدوره مختار القرية السيد احمد الشمق قال :بشكل عام تفتقر القرية للعديد من الخدمات فالشوارع أغلبها ترابية ومملوءة بالحفر .وفيما يخص المياه قال تم مد شبكة مياه في عام 2008 شملت القرية وتم حفر بئر ولكن توقف العمل في الشبكة بسبب حدوث خلل وذلك بسبب سقوط الغاطسة في البئر الذي هو بعمق 100 متر وفي هذا العام تواصلنا مع مؤسسة المياه وتم وصل خط مياه القرية مع الخط المغذي للمشرفة والآن يقوم المتعهد بإكمال مراحل تنفيذ العمل لإيصال المياه للبيوت ولا نعلم المدة الزمنية
أما بخصوص العائلات التي ليس لديها عدادات مياه أضاف: نقوم بتسجيل أسماء الأهالي لدى المتعهد ليتم تركيب عدادات لمنازلهم .

لم نلق استجابة
أما بالنسبة لمعاناة الأهالي من عدم وجود مواصلات قال: لا يوجد في القرية مواصلات تخدم الأهالي وقد تواصلنا العام الماضي مع شركة النقل الداخلي ولكن لم نلق أية استجابة حول تخصيص باص يصل إلى مدخل القرية واعتماد أي طريق فرعي , مع العلم انه قبل الحرب التي تعرض لها بلدنا كان هناك باص يمر من طريق حماة حتى قرية الاسماعيلية شرقاً باتجاه الحازمية وقرية الكاظمية وبالعكس ولكنه توقف.
فيما يخص شبكة الصرف الصحي قال: قامت لجنة إقليمية بمسح القرية ضمن مراحل بدأت بالزهورية ولكن توقف العمل فيها ثم طالبنا البلدية فتم ارسال لجنة ثانية لمسح القرية ولا نعرف نتائج المسح..
وفيما يخص شبكة الكهرباء قال : شبكة قديمة بحاجة إلى صيانة الأسلاك .
أما الخبز فيوجد في القرية أربعة معتمدين , يستجرون المادة للقرية من فرن دير بعلبة وتم رفع جداول بأسماء الأهالي القاطنين في القرية لكل معتمد وهناك نقص في المخصصات .
أما الغاز فيوجد في القرية مركزان لتوزيع المادة إحداهما يوجد فيها نقص 100 اسطوانة والثاني هناك موافقة بزيادة 15 اسطوانة غاز .

شبكة أرضية
وفيما يخص شبكة الهاتف فهي أرضية تم مدها منذ حوالي خمسة شهور وتم إنشاء غرفة ضوئية, وتفعيل الشبكة , ويؤثر انقطاع الكهرباء على الهواتف الأرضية لذلك من الضروري وجود منظم «لشحن البطاريات» .

توسيع بناء المدرسة
وأضاف : يوجد في القرية مدرستان ابتدائيتان, مدرسة الحازمية حلقة أولى ومدرسة الشهيد طلال سعود الابتدائية حيث تحدث مدير مدرسة الحازمية سمير الجاني قائلا: يبلغ عدد الطلاب 288 تلميذاً وتلميذة وعدد الشعب الصفية 7 شعب وتضم 9 غرف صفية حيث تم افتتاح المستودع وغرفة المستخدم كغرف صفية لاستيعاب أعداد الطلاب, وتم رفع أكثر من كتاب لمديرية التربية «دائرة الأبنية المدرسية « من أجل توسيع بناء المدرسة ,هذا عدا عن وجود نقص في المقاعد وحاجة غرفة الإدارة إلى أثاث, كما لا يوجدغرفة للمدرسين .
وفي القرية أيضا مدرسة أسامة محمد الشمق «إعدادية »وسابقاً كان يتم تدريس المرحلة الثانوية فيها ,ولكنه توقف ،بالتالي باتت القرية بلا ثانوية ويذهب الطلاب إلى مدارس زيدل التي تبعد عنهم 10 كيلومترات , أو إلى قرية المختارية التي تبعد 5 او 6 كيلومترات .
وفيما يخص توزيع مادة المازوت فقد أشار المختار إلى أنه تم توزيع كمية 200 ليتر على أهالي القرية فيما بقيت 30 عائلة لم تحصل إلا على 100 .
وأضاف : لدينا جمعية فلاحية توزع الأسمدة والبذار والأعلاف.
وبالنسبة لواقع النظافة يقوم الأهالي بتجميع القمامة على مدار الأسبوع ويقوم جرار زراعي بترحيلها في يوم واحد

إنشاء مشاريع استثمارية
أما المهندس عبد الحكيم الرحال رئيس بلدية الزهورية قال :نقوم حالياً بالعمل على مشروع نقل أملاك الدولة في قرية الحازمية الى ملكية البلدية ليتسنى لنا بيع المقاسم غير الشاغرة واستثمار الأراضي الشاغرة في إنشاء مشاريع استثمارية في القرية تعود بالنفع على المواطنين والبلدية.
وأضاف :يوجد منطقة حرفية على المخطط التنظيمي ضمن أملاك البلدية بعد عملية النقل ستتم دراستها وإرسال الكشوفات التقديرية للوزارة للموافقة على المباشرة بإنشاء منطقة حرفية في القرية .

ضبط العدادات
وفيما يخص موضوع المياه قال : تم استجرار مياه الشرب إلى خزان مياه القرية من خط المياه الرئيسي الواصل الى قرية المشرفة وحالياً يتم جرد العدادات الموجودة لدى المواطنين ليتم ضبطها من قبل مؤسسة المياه وعملنا بالتنسيق ما بين البلدية ومؤسسة المياه على ضبط العدادات المفقودة ليتم تركيب عدادات جديدة للمواطنين وبالنسبة لغير المشتركين من المواطنين حالياً نعمل على استقبال طلباتهم للكشف من قبل البلدية على المباني وتحديد الموقع ليتسنى لمؤسسة المياه العمل على تركيب عدادات مياه للمشتركين الجدد وحالياً البئر بحاجة لعامل ميكانيك وعندما تواصلنا مع رئيس وحدة خربة التين كان الرد بعدم وجود عمال لديهم والأمربحاجة لإعلان مسابقة .

ربط إقليمي
وفيما يخص الصرف الصحي قال :تحت دراسة المشروع بالكامل من قبل مديرية الخدمات الفنية سابقاً على المخططات وهناك مشكلة في المخطط حسب قول المهندس المشرف على المشروع انه يجب تغيير موقع المصب الرئيسي لأن الأهالي وأصحاب الأرض معترضون على تنفيذ المشروع في ارضهم كونهم سيتضررون بشكل كبير منه ، ونعمل حالياً على تغيير الموقع بالمتابعة مع مديرية الخدمات الفنية والأهم من ذلك حتى لو نفذ المشروع لكن الأهالي لن يستطيعوا الاستفادة منه لأنه لا يوجد ربط اقليمي لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي وسيكون المشروع غير مجدٍ دون تنفيذ المحطة المقررة في دير فول، ويوجد لدينا عدة طرق زراعية بحاجة الى صيانة وتقدمنا بعدة طلبات الى مديرية الخدمات الفنية لصيانتها لكن الجواب دائماً لا يوجد اعتماد حالياً لمد القميص الزفتي .

خطة لترميم الطرقات
وبالنسبة لشوارع القرية الترابية أشار :إن هذه الطرقات بحاجة الى تخديم بنى تحتية من مياه وصرف صحي حتى يتم تزفيتها علماً أن لدينا خطة لترميم الشوارع الرئيسية بعد انتهاء موسم الأمطار ، وفيما يخص مسألة النقل قال :طالبنا بوصول باص النقل الداخلي الى آخر حدود المدينة لكن لم تكن هناك استجابة .
وفيما يخص النظافة هناك جرار زراعي واحد فقط في البلدية يخدم 6 قرى وطالبنا بجرار آخر او ضاغطة مع حاويات وإلى الآن لا توجد استجابة حيث يتم نقل القمامة مباشرة إلى مكب تل النصر
تحقيق وتصوير: هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار