توفيـر 30 مليار ليرة ســـنوياً في مشـــروع نقل مواد البناء من حمص إلى المحافظات

مشروع نقل الحصويات والإحضارات العضوية والمواد التي تدخل في البناء والإعمار من مقالع حسياء بحمص إلى الساحل السوري مشروع استراتيجي و حيوي وتؤكد قيمته التي تبلغ 16 مليار ليرة و يوفير حوالي 30 مليار ليرة سنويا وتأتي أهميته في تفعيل دور الخطوط الحديدية من خلال ربط كسارات حسياء بالساحل وبقية المحافظات و تأمين ربط منطقة حسياء بمحطة قطينة و إنشاء تفريعة سككية منها إلى مقالع حسياء وهو ما يؤدي إلى الحفاظ على سلامة الطرقات العامة من جراء الحمولات الزائدة للآليات التي تقوم بتأمين المواد للساحل و تخفيض تكاليفها و تكاليف إنشاء وصيانة الطرق والأوتسترادات ونقل حجوم كبيرة من هذه المواد في وحدة زمنية قياسية خاصة بعد التوجه إلى إغلاق المقالع في المنطقة الساحلية وتخفيف الازدحام على الطرق العامة.
وتشير مصادر في وزارة النقل إلى أن دراسات نوعية أجريت في منطقة حسياء أثبتت وجود هذه المواد وغنى مقالعها بها وتوافرها بكميات كبيرة كما أنجزت الجدوى الاقتصادية للمشروع حيث ستصل قيمة التخفيض بأسعار مواد البناء إلى 35% الأمر الذي يتطلب نقل هذه الكميات الكبيرة عبر الخطوط الحديدية واستخدام عربات القطار التي تؤمن نقل مليون طن في الرحلة الواحدة مما يوفر في الوقود ويخفف الضغط على الشبكة الطرقية والحد من الحوادث المرورية وتخفيف الازدحام على الطرق وفي المدن في حال تم النقل بالشاحنات وعبر الطرق البرية.‏
وقد قامت الوزارة بإعداد العقود اللازمة لتصديقها ووضعها موضع التنفيذ من قبل جهات وشركات القطاع العام وهي مؤسسة الإسكان العسكرية والشركة العامة للإنشاء والتعمير والشركة العامة للطرق والجسور ومؤسسة الإنشاءات العسكرية و تم توزيع المشروع بين هذه الشركات بالتساوي لتحقيق العدالة والتنافسية بينها إضافة إلى انجاز المشروع ضمن المدة الزمنية التنفيذية المقررة له والبالغة 500 يوم.‏
بدأ المشروع العام الماضي وبلغت بنسبة تنفيذ أعمال مسار التفريعة السككية من محطة قطينة باتجاه محطة الحصويات في منطقة حسياء 25 بالمئة وفقا لمدير فرع حمص للخطوط الحديدية المهندس محسن محمود الذي أوضح أن خط المسار يعد أفضل الخيارات حيث قامت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالتعاون مع الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية بإعداد الدراسة الأولية للتفريعة واستبعدت الربط مع الخط الحديدي القائم حمص/مهين وذلك لتخفيف الضغط عن الخط كونه يشكل عقدة سككية تمر فيها جميع قطارات الشحن والركاب من المدن الساحلية والشمالية إلى دمشق ولن تستوعب حمولات إضافية كما أن أي حل سيؤدي إلى زيادة مسافة النقل وبالتالي زيادة التكلفة ما يؤثر على عامل المنافسة بالنسبة للنقل بالسيارات الشاحنة التي ستلتزم بالحمولات المحورية ما يؤدي إلى تقليل طاقتها التحميلية وزيادة كلفة المواد المنقولة.
و تبلغ الكلفة التقديرية للقسم الذي يقوم فرع الشركة العامة للطرق والجسور بحمص كأحد الجهات المنفذة للمشروع نحو مليار و24 مليون ليرة وبمدة تنفيذ 500 يوم حسبما بين مدير الفرع المهندس محمد الغرير مضيفا أن قيمة الأعمال المنجزة بلغت 320 مليون ليرة وسيتم الانتهاء من الأعمال ضمن المدة العقدية حيث تم الانتهاء من كل الأعمال البيتونية بالمشروع وإن طول المسار الذي يتم تنفيذه من قبل فرع الشركة يبلغ 9 كم ويمتد من محطة قطينة جنوباً حتى البويضة مبيناً أن الأعمال التي تقوم بها الشركة تتضمن أعمال القسم السفلي للخط الحديدي وهي أعمال الحفريات والردم والأعمال الصناعية حيث تم الانتهاء من الأعمال الصناعية التي تشمل معبراً من البيتون المسلح وجسراً طرقياً مع عقدة طرقية قريبة من قرية البويضة إضافة إلى عبارات لتصريف مياه الأمطار قسطلية وصندوقية .
الجدير ذكره أنه كان من الممكن تنفيذ هذا المشروع في فترة سابقة لو تم إنشاء هذه الوصلة السككية نظراً للفوائد الاقتصادية التي يجنيها والإيرادات التي يحققها لمصلحة القطاع العام وبما يوفر على الخزينة العامة للدولة من هدر وتكاليف أخرى إضافة إلى أنه يوجد حل جذري لمقالع الساحل السوري ويحد من انتشارها العشوائي ويسهم في الحفاظ على الثروة الحراجية والنباتية في تلك المنطقة.‏

العروبة- بديع سليمان

 

المزيد...
آخر الأخبار