واحة تدمر…عامرة من جديد

بعد توقف فرضته ظروف الحرب وأضرار كبيرة لحقت بمراكز إكثار النخيل في بادية حمص تسببت بها الممارسات التخريبية الممنهجة للعصابات المسلحة التي تواجدت في المنطقة لفترة من الزمن , و بعد بسط الأمن و الأمان تعمل مديرية زراعة حمص على إعادة تأهيل هذه المراكز نظرا لقيمة هذه الشجرة التاريخية والاقتصادية للتدمريين.
و أشار المهندس يونس الحمدان رئيس دائرة الإنتاج النباتي بمديرية الزراعة أن الأضرار في المراكز وصلت نسبتها إلى 20% وتشمل الأضرار في الأبنية و المعدات و الشبكات و التوصيلات الكهربائية و غيرها , وتمكنت الكوادر المختصة من إجراء الدراسات الهندسية و الفنية اللازمة لإعادة التأهيل لعودة العمل في مراكز إكثار النخيل الثلاثة لما للتمر التدمري من أهمية اقتصادية حيث يعتبر من أجود أنواع التمور عالمياً رغم مناخ المنطقة الصحراوي القاسي والأمطار الشحيحة عموماً …
وأضاف : تعمل مديرية الزراعة بكوادرها لإعادة العمل إلى مساره الصحيح في مراكز إكثار النخيل والتي يبلغ عددها ثلاثة مراكز و هي مركز في سبخة موح تدمر ومركز واحة زنوبيا ومركز نخيل تدمر..
وأشار الحمدان إلى أن مركز سبخة موح تدمر تبلغ مساحته ألف دونم ويضم نحو8200 شجرة من سلالات نسيجي وبذري ومشاتل وهو من المراكز البحثية المهمة لدوره في دراسة الآفات التي تصيب هذه الشجرة وإيجاد الحلول المناسبة لها واستنباط السلالات المحلية الجيدة وإكثارها , أما مركز واحة زنوبيا فتبلغ مساحته الإجمالية نحو ألف دونم ويضم 3600 شجرة من سلالات نسيجي و مشاتل و فسائل و بذري ….
وعن مركز نخيل تدمر قال حمدان: أنه يبعد 15 كم عن الطريق العام حمص –دير الزور ومساحته تصل إلى ألف دونم و يضم حوالي 5000 شجرة وله دور في دراسة الأشجار المحلية المميزة بالتعاون مع البحوث العلمية الزراعية ودراسة احتياجات شجرة النخيل من المياه في منطقة تدمر ودراسة الأمراض والحشرات التي قد تظهر في المراكز أو البساتين الخاصة.
يذكر أن اهتمام التدمريين بشجرة النخيل قديم جداً , ولديهم خبرة موروثة مكنتهم من إتقان الاعتناء بها و الوصول لإنتاج أفضل , إلا أن اعتداءات الإرهابيين وسرقة مضخات وأنابيب مياه الآبار أدت إلى تراجع عدد الأشجار والثمار غير أن المزارعين يأملون بعودة الإنتاج ولا سيما مع تدفق نبع أفقا التاريخي الذي يغذي واحة بساتين تدمر.

العروبة – الأخبار

المزيد...
آخر الأخبار