توقف محطة المعالجة عن العمل سبب تكلس بئر المياه… أهالي عين الدنانير يشترون مياه الشرب من الصهاريج

 قرية عين الدنانير « الغاصبية » سابقاً إحدى قرى ريف حمص الشرقي التي عانت جراء الإرهاب الأسود فقد كانت على تماس مباشر مع المجموعات الإرهابية المسلحة , تعرض أهلها للقتل والتهجير وتدمير المنازل ,وجراء تلك الاعتداءات تأثرت خدمات البنية التحتية , وتوقف العديد من المشاريع التي كانت قيد التنفيذ ودمر منها الكثير ..

ولإلقاء الضوء على واقع القرية عن قرب زرنا القرية والتقينا عدداً من المواطنين بالإضافة إلى : محمد حمدان مختار القرية وسالم الأسعد رئيس الجمعية الفلاحية وماهر خزامي عضو المجلس البلدي ومحمد الحسين مدير مكتب رعاية شؤون الشهداء والجرحى و ورائق السعدي رئيس البلدية وغيرهم .
يبلغ عدد سكان القرية حوالي 3000 نسمة وتبعد عن مركز المدينة حوالي 23 كم وتتبع لبلدية عين الدنانير قرى : عين حسين الجنوبي واليمامة والحميمة وعين حسين الشمالي .
المياه كبريتية
يوجد بئر جوفي في القرية بعمق 1125 م وبغزارة 55م3 إلا أن مياهه كبريتية وغير صالحة للشرب ومع ذلك فقد كان مستثمراً قبل بداية الحرب على سورية إذ تتم معالجة مياهه في محطة المعالجة التي توقفت عن العمل نتيجة لموقعها الجغرافي القريب من مرمى قذائف المجموعات الإرهابية , علما أنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها طيلة الخمس سنوات الأولى من الحرب .
وذكر رئيس البلدية : انه وبفضل تضحيات الجيش العربي السوري الباسل وشجاعة أهل القرية وصمودهم في وجه الإرهاب عاد الأمن والأمان للمنطقة والاستقرار وبدأت الأوضاع بالتحسن نوعاً ما ..
بحاجة لآلات ضاغطة
وأضاف : نتيجة لتوقف محطة المعالجة عن العمل أصبحت المشكلة تكلس البئر بالكبريت وتكلست معه فتحات القميص والآن البئر بحاجة لآلات ضاغطة لفتح فوهات القميص , وحاليا تمت مخاطبة مديرية الخدمات الفنية للعمل على تأمين الضاغط كي يعاد استثمار البئر من جديد , علما أن هذا البئر كان يروي خمس قرى : عين الدنانير وعين حسين جنوبي وعين حسين شمالي واليمامة ومزرعة الثورة , وقد أكد الأهالي أنهم يشترون مياه الشرب من الصهاريج , ويكلفهم ذلك حوالي (10) آلاف ليرة شهرياً ..مما شكل عبئاً مادياً كبيراً عليهم .
مشروع ري
وأشار إلى أنه يتم حالياً إعداد دراسة لإرواء قرية تل عمري ..ومنذ حوالي العام تقريباً تم تنفيذ خط جر مياه لقرية عين الدنانير يبدأ من خزان المياه المرتفع في قرية المشرفة إلى خزان المياه بقرية عين الدنانير , مع ملاحظة أن مصدر المياه هو نبع عين التنور بغزارة 20م3/ ساعة , موضحاً أن هذه الحلول اسعافية مؤقتة , إذ ترد المياه مرة واحدة كل ثمانية أيام .
تكلس قساطل الشبكة
يناشد أهل القرية ممن التقيناهم ضرورة الإسراع بإصلاح البئر لاستثماره من جديد والإسراع بصيانة وترميم شبكة المياه البالغ طولها تقريباً 10 آلاف متر , التي تم مدها منذ عام 2008ولم يطرأ على الشبكة أي استبدال أو صيانة ،وكون المياه كبريتية أثر كثيراً على قساطل الشبكة وعرضها للتكلس خاصة مع توقف جريان المياه فيها طيلة تلك الفترة .
شبكة الصرف الصحي جديدة
لا توجد مشاكل أو اختناقات في شبكة الصرف الصحي , وأشار رئيس البلدية : أنه تم تزويد القرية بشبكة صرف صحي حديثة نفذت على مراحل 1989 -2010 وشملت 95% من المنازل , ولم يحصل أي توسع عمراني خلال فترة الحرب
وأضاف : تصب مياه الصرف الصحي في محطة المعالجة الواقعة بعد قرية العامرية «حيث كانت قيد الإنشاء «ولكنها توقفت بفعل الإرهاب .
الإسراع بالمحطة
ونوه الأهالي إلى أهمية تجهيز المحور الإقليمي بمحطة المعالجة المذكورة شمال قرية العامرية .. كونها تخدم قرية عين الدنانير و القرى المحيطة بها و هي الجابرية و بادو و المشرفة و عين حسين الشمالي والعامرية و اليمامة و مزرعة الثورة و عين حسين الجنوبي
الطرق الزراعية ترابية
أشار رئيس البلدية إلى وجود مدخلين للقرية الأول من جهة قرية المشرفة بطول 3كم و الثاني من جهة طريق السلمية هو بطول 2كم و هو طريق رئيسي وواقعه الفني مقبول و ذكر رئيس البلدية أن مديرية الخدمات الفنية قامت بإعداد دراسة لمد قميص اسفلتي لطريق المشرفة –عين الدنانير ,و سينفذ قريباً أما باقي الطرق الزراعية فهي ترابية و مؤهلة بشكل جيد و تخدم أهل القرية .
بحاجة لحاويات
و حول واقع النظافة في القرية و آلية جمع و ترحيل القمامة أكد الأهالي انه لا يوجد حاويات وهم يضعون القمامة في أكياس نايلون ليتم ترحيلها مرة واحدة فقط بالأسبوع .
وأضاف رئيس البلدية : يوجد جرار زراعي لترحيل القمامة , وفوجئنا بوجود سيارة جمع قمامة حديثة «هيدروليك» , وهي تخدم قرى ثلاث بلديات و هي المشرفة و الجابرية و عين الدنانير و يذكر أن القمامة يتم ترحيلها إلى مكب مشترك محدث و مخدم بطريق إسفلتي شمال العامرية و يبعد عن القرية مسافة 3كم تقريباً
غاز ومازوت
أشار الأهالي إلى أن مادة الغاز المنزلي متوفرة و يتم توزيعها استنادا إلى البطاقة الذكية و تباع بالسعر المحدد ,ويوجد معتمدان اثنان لتأمين و توزيع المادة …
وبالنسبة لمازوت التدفئة فقد تم توزيع دفعتين للأهالي بواقع 150 ليتراً لكل عائلة الموسم الماضي إضافة إلى توزيع 30 % من مخصصات المازوت الزراعي على دفعات متتالية …
وطالب المزارعون بضرورة زيادة مخصصات المازوت الزراعي لا سيما إن عجلة العمل الزراعي توقفت خلال سنوات الحرب ..
تعويض أضرار
قال المختار و رئيس الجمعية الفلاحية:حبذا لو يتم تعويض الفلاحين عن الأضرار التي لحقت بالمواسم خلال سنوات الحرب كتزويدهم مثلا بغراس الزيتون و اللوز و الكرمة و هي بعلية و قد تضررت العام الماضي بفعل العوامل الجوية .. وتشكل زراعة المحاصيل مصدر معيشة للكثير من الأهالي ..
مبادرات شعبية
نوه أهالي القرية إلى أهمية التعاون و العمل الشعبي , وأن ثمرة تعاونهم إنشاء مخبز نصف آلي عام 1985 على نفقة الأهالي و بإشراف الجمعية الفلاحية كذلك الأمر إشادة مقر للجمعية الفلاحية «بناء مؤلف من ثلاثة مستودعات و مكتب» .
الخبز جيد
نوعية الخبز جيدة وقريبا سيتم تزويد أهالي قرية عين حسين الجنوبي منه أيضا .

التيار ضعيف
تم تزويد القرية بشبكة الكهرباء منذ سبعينيات القرن الماضي , وتم إجراء بعض التوسعات فيها ,والمشكلة تكمن في كون التيار الكهربائي ضعيف في الحي الشرقي وهو باستطاعة( 150 ك.ف.أ ) كما أشار أحد القاطنين في الحي , مما يسبب تعطل الأجهزة الكهربائية المنزلية وقد تمت مخاطبة شركة الكهرباء بهذا الخصوص حيث سيتم وضع محولة واحدة رئيسية باستطاعة 600 ك.ف.أ قريباً بدلاً من وجود ثلاث محولات باستطاعات صغيرة محددة.
وفيما يخص إنارة شوارع القرية فقد طلبت البلدية من المحافظة إعانة مالية بهذا الخصوص .
الخدمة جيدة
تتبع عين الدنانير إلى مركز هاتف المشرفة والخدمة جيدة إذ يوجد حوالي 500 خط هاتفي ومزودة ببوابات انترنت , ويذكر أن الكابلات الهاتفية أرضية وبعضها هوائية .
تسيير باص نقل
أن أكثر مشكلة تؤرق أهالي عين الدنانير هي مشكلة النقل وأكدوا أن المشكلة ظهرت خلال سنوات الحرب وحاليا يعانون الكثير لاسيما ان أهالي قرية عين حسين هجر أهلها بالكامل . كما أن السرافيس التي كانت موجودة وتعمل على خط عين الدنانير وعين حسين الشمالي والجنوبي باتجاه حمص افتقدها الأهالي , إذ كان عددها 13 سرفيساً ..
ويعقب رئيس البلدية : قامت البلدية بمخاطبة الجهات المعنية وتبين انه تم تخصيص 16 سرفيساً على خط حمص – عين الدنانير , لكنها غير موجودة على أرض الواقع , مما اضطر الأهالي الاعتماد على السرافيس العاملة على خط حمص – المشرفة والتي تبعد عن القرية حوالي 3 كم , وهم يسيرون كل تلك المسافة أو يستخدمون الدراجات النارية للوصول إلى الموقف ..
يتمنى الأهالي معالجة هذه المشكلة وتسيير باص نقل داخلي يخدم قرى المشرفة وعين الدنانير وعين حسين .
المستوى جيد
يوجد بالقرية مدرسة حلقة أولى وأخرى ( حلقة ثانية ) مع ثانوية تضم طلاب شعبة فرع أدبي فقط , والابتدائية بواقع 400 طالب , والاعدادية مع الثانوية بواقع 165 طالباً ,أما طلاب الفرعين العلمي والصناعة ويبلغ عددهم 90 طالباً يتابعون تحصيلهم العلمي في قرية المشرفة ويذكر أن الكوادر التدريسية في المدارس خلال فترة الحرب لم تكن اختصاصية ومع ذلك كان مستوى التعليم جيد ,ويتمنى الأهالي إحداث روضة , علما أن البلدية تقوم بالتحضير لبناء وتجهيز روضة لأطفال القرية لاسيما أن الدراسة قد أعدت بشكل كامل لها ، والجدير ذكره أن الطابق الثاني في مبنى الثانوية بحاجة لصيانة وإعادة تأهيل جراء تعرضه للإرهاب وفقدان أثاثه أيضاً.
بحاجة لمستوصف
يوجد نقطة طبية تقدم خدمات اللقاحات للأطفال والاسعافات الأولية فقط , ويشير رئيس البلدية أن هذه النقطة عبارة عن غرفتين مسبقتا الصنع بواقع طبيب واحد وعشر ممرضات, يتمنى الأهالي لو يتم إحداث مستوصف بعيادات متنوعة وكادر تمريضي وطبي أيضاً، وتوجد صيدلية مركزية .
متفرقات .
يبلغ عدد أعضاء الجمعية الفلاحية من التعاونيين 258 عضواً ومن الافرادي 180 عضواً وتعمل الجمعية على متابعة القضايا الفلاحية من تأمين مستلزمات العملية الزراعية وتأمين الأسمدة والبذار ومتابعة واقع المزروعات والأضرار وتقديم العون للمزارعين ومتابعة مصالحهم في هذا الشأن.
يقوم أهل القرية بتربية الأبقار والأغنام ويذكر أن البلدية قامت بإعداد دراسة لإحداث معمل للألبان كمشروع استثماري.
حبذا لو يتم تعبيد الطريق الواصل من مدخل القرية حتى نهاية الأراضي الزراعية وهو بطول 6 كم إذ يخدم حوالي 10 آلاف دونم بالقرية والقرى المجاورة لها
يتم حاليا تسوية السواتر الترابية وإزالتها من الأراضي الزراعية من قبل آليات تابعة لمديرية الخدمات الفنية لتسهيل أعمال المزارعين والتنقل في أراضيهم والتي أحدثت بسبب وجود المجموعات الإرهابية لاسيما ان القرية كانت على تماس مباشر مع مكان تواجد تلك المجموعات ،ويطالب الأهالي بتقديم دعم ومنح زراعية لاسيما أن أعمالهم الزراعية توقفت خلال فترة الحرب وأصبحت الحاجة حقيقية لكسب لقمة العيش مثل دعمهم بالأبقار و الأغنام وشبكات الري بالتنقيط ومناحل وأشجار ودواجن مع الإشارة إلى أن الأهالي خاطبوا الجهات المعنية بهذا الخصوص ولكن بلا جدوى.
يوجد نقطة للهلال الأحمر بالقرية تقوم بتقديم الدعم والمعونة للأسر التي تضررت بفعل الإرهاب.
صدر المخطط التنظيمي للقرية ويتمنى الأهالي إعادة النظر بالرسوم المتعلقة بالبناء .. فهم يقطنون في القرية ,ولا يجوز معاملتهم كالقاطنين في أحد أحياء المدينة .
تحقيق وتصوير : نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار