تُعد مدينة الحصن في ريف حمص الغربي من أقدم المدن التي تتمتع بتاريخ طويل ومتنوع, فقد أسهمت في العديد من المحطات التاريخية الهامة، وكانت مركزًا تجاريًا وثقافيًا على مر العصور, وتعتبر قلعة الحصن، التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، من أبرز معالمها,هذه القلعة تمثل جزءًا كبيرًا من هوية المدينة الثقافية، و محط أنظار السياح والمقيمين على حد سواء مما يدفع الجهات المعنية باستمرار إلى ترميم وحفظ هذه المعالم التاريخية، حيث تم مؤخراً تنفيذ مشروعات كبيرة لترميم القلعة والعديد من المعالم الأثرية الأخرى، بهدف المحافظة عليها.
للإطلاع على واقع المدينة التقت ” العروبة ” رئيس مجلس مدينة الحصن زكريا المصري فبين أنه منذ التحرير بدأ أهالي مدينة الحصن بالعودة الى منازلهم ووصل عددهم حوالي 8000 نسمة في ظل واقع خدمي سيء ,مما دفع مجلس المدينة لتنظيم مبادرات عمل شعبي والاعتماد على تبرعات أبناء المدينة لتحسين الخدمات الأساسية وكانت البداية بحملة نظافة شملت أنحاء البلدة كافة كما تبرع أحد ابناء المدينة بمولدة كهرباء لمحطة الضخ التي تغذي المدينة بمياه الشرب بعد أن تم إجراء صيانة شاملة لمحرك الديزل الموجود في المحطة ، كما تبرع آخر بمدخرات ليثيوم تم تركيبها في مركز الاتصالات لتأمين استمرار عمل مقسم الهاتف ، ولفت المصري أنه تم تركيب 50 جهاز إنارة تعمل بالطاقة الشمسية تبرع بها أحد أبناء القرى المجاورة بالتنسيق مع محافظة حمص لإنارة شوارع المدينة إضافة لتركيب محولة كهربائية باستطاعة 400 ك . ف . أ مع طن من الأمراس على نفقة أحد أبناء المدينة كما تم التعاقد مع عدد من العاملين للعمل في محطة ضخ المياه لضمان زيادة عدد ساعات الضخ يوميا .
ونوه المصري أن شبكة الصرف الصحي في المدينة جيدة نسبيا وبحاجة لبعض الصيانة كما أن وضع الطرق في المدينة جيد إلا أن الطرق الزراعية بحاجة لصيانة ماسة وقد تم توجيه مذكرة بهذا الخصوص لمديرية الخدمات الفنية بحمص كما أن واقع النظافة جيد ويوجد سيارة قلاب يتم ترحيل القمامة فيها من شوارع البلدة بشكل يومي والمشكلة تكمن في قلة عدد العمال .
أما وضع قلعة الحصن فأوضح المصري أن وضعها جيد وتتم صيانتها بشكل دوري مشيرا أنه تم تقديم مقترح من مجلس المدينة بالتنسيق مع دائرة آثار القلعة لاستثمار محيط القلعة بعدد من المشاريع السياحية كما انه يوجد عدد من المشاريع الخدمية قيد الدراسة منها صيانة شبكة الصرف الصحي في المدينة بشكل كامل وترحيل الانقاض الجديدة التي تراكمت جراء أعمال الترميم التي يقوم بها الأهالي العائدون حديثا للمدينة وتوفير سيارة ضاغطة لترحيل القمامة وإعادة تأهيل الأرصفة بعد انتهاء الأهالي من ترميم منازلهم .
وختم المصري إن مدينة الحصن، بماضيها العريق وحاضرها المزدهر، تُعد رمزًا للالتزام بالتطور المستدام والتوازن بين التراث والحداثة وقال : نحن في مجلس المدينة عازمون على المضي قدمًا في مشاريعنا الطموحة، ساعين إلى بناء مدينة أكثر استدامة، ونمواً، وازدهارًا, ونتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي تخدم مصلحة المواطن وتعزز مكانة المدينة.
يوسف بدور