تتعافى وتتواصل .. سوريا نحو العالم من جديد ومؤتمر المناخ فرصة

التعافي والتواصل عنوانان مهمان لسياسة المرحلة الحالية لسوريا فهي تستعيد تعافيها بمختلف القطاعات والجوانب رويداً رويداً وتستعيد اتصالها وتواصلها مع دول العالم الشقيق والجار والصديق مغلبة مصلحة الشعب دون غيرها ,تحيد عن تنازع الصراعات, همها إعمار البلد داخلياً وخارجياً بالتوازي..

وتأتي مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني  في المؤتمر الثلاثين للأمم المتحدة بشأن المناخ الذي سيجمع قادة العالم والعلماء والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لمناقشة الإجراءات ذات الأولوية للتصدي لتغير المناخ إحدى المشاركات الكثيرة التي تؤكد أن سوريا اليوم والغد مختلفة عن الأمس, ولن تكون مجرد بلد مطية لتحقيق أهداف طرف يستغلها. واليوم ستكون المرة الأولى التي يخاطب فيها رئيس سوري مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ( COP 30) والذي يعني مؤتمر الأطراف، أي قمة المناخ السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي المعاهدة الدولية التي أنشئت عام 1992، وتشارك حاليا 198 دولة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مما يجعلها واحدة من كبرى الهيئات المتعددة الأطراف في منظومة عمل الأمم المتحدة. ومشاركة سوريا تؤكد أنها بلد يسعى بحكومته وشعبه إلى تحقيق العدالة البيئية كجزء من العدالة الوطنية، وجعل التعافي البيئي ركناً أساسياً في عملية إعادة الإعمار في بلد أنهكه الإهمال والتعتيم عشرات السنين ماجعل الفرق بينه وبين أغلب دول العالم كبيراً جداً من مختلف النواحي وخاصة البيئية بعد أن استنزفت سنوات حرب النظام ضد ثورة الشعب كل مقدرات البلد وخاصة البيئية.

وفي عود على ذي بدء يعد تغير المناخ هاجساً عالمياً ففوضى الطقس المتغير لا تتوقف عند الحدود السياسية، فالجفاف في منطقة واحدة سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية, ويهدد ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا, وبالتالي فإن مجتمعات تبعد عن المسبب آلاف الكيلومترات ستتأثر بمشكلة لم يكن لها دور يُذكر في التسبب بالأزمة.

وتعد مؤتمرات الأطراف عملياً المكان الوحيد الذي يُمكن للحكومات فيه -نظرياً على الأقل – التعاون لحل مشكلة لا تستطيع أي دولة بمفردها حلها، فعندما يتعلق الأمر بالمناخ، فإن المشاكل العالمية وبغض النظر عن المتسبب فيها، تحتاج إلى حلول عالمية متحدة.

العروبة-هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار